اوتشوا وكورتوا يعيدان ذكريات حراس الزمن الجميل
يعتبر العديد من نقاد كرة القدم حول العالم بل اكثر النقاد أن أي منتخبٍ أو فريق يريد الفوز ببطولة، عليه أن يتسلّح بمفتاحين أساسيين: الحظ أولاً ووجود حارس مرمى على مستوى عالٍ ثانياً. هذا الاقتناع ذهب كثيرون الى تفسيره فنياً باعتبار أن حارس المرمى يمثّل نصف قوة أي فريقٍ طامحٍ الى إحراز لقب، وهو أمر ثَبت في العديد من المونديالات السابقة، إذ رجّح حراس المرمى كفة منتخبات بلدانهم في طريقها الى حصد اللقب.الكل لا يزال يذكر دور الحارس الإنجليزي جوردون بانكس في منح إنكلترا لقبها الوحيد في المونديال الذي استضافته عام 1966، كذلك مع الحارس الروسي الشهير في تلك البطولة ليف ياشين او "العنكبوت" كما كان يلقب بفضل قدرته على صد الكرات ببراعة وانقاذ مرماه، ولا يمكن نسيان إنجازات الألماني سيب ماير في مونديال 1974، حيث لم يقتصر منتخب ألمانيا على القيصر فرانتس بكنباور وبول برايتنر وغيرد مولر وبيرتي فوغتس، أما إذا ذكرنا الإيطالي دينو زوف فلا يمكن سوى استذكار أن هذا الحارس العملاق وفي سن الأربعين حمل شارة قيادة إيطاليا وقادها الى المجد في كأس العالم 1982 فوقف سدا منيعا امام البرازيل والارجنتين وبولندا والمانيا الغربية، الحضور القوي أيضاً سُجّل لبودو إيلغنر بطل مونديال 1990 مع ألمانيا، مروراً بكلاوديو تافاريل أحد أعمدة "السيليساو" في مونديال 1994، وفابيان بارتيز صاحب الحظ بالنسبة الى فرنسا في نسخة 1998 ومن من لا يذكر قبلات قلب الدفاع انذاك لوران بلاد لصلعة بارتيز التي كانت تميمة الحظ للفرنسيين، وصولاً الى الإيطالي جانلويجي بوفون في 2006، والإسباني إيكر كاسياس في المونديال الماضي.طبعا هناك حراس مرمى لمعوا دون ان تحرز بلدانهم كأس العالم لاسيما اوليفر الذي كان في كأس العالم 2002 والانكليزي بيتر شيلتون عام 1990.وفي مونديال البرازيل حاليا قد يكون لحراس المرمى الكلمة العليا مجدداً، إذ في الوقت الذي انفضح فيه كاسياس في المباراة التي خسرها منتخب بلاده أمام هولندا (1-5) ثم هفواته امام تشلي (0-2)، تشكّل البطولة الحالية ساحةً لتألق حراسٍ جدد، لا بل لاكتشاف العالم أسماء قد تكون غابت عنها في بطولات الأندية. ولعل المفاجأة السارة الأولى في هذا المونديال كانت للإيطاليين، إذ رغم القلق الكبير الذي انتابهم بعد إصابة الحارس الأساسي بوفون عشية المباراة الأولى أمام إنكلترا (2-1)، فإن بديله سالفاتوري سيريجو لم يشعر مدربه تشيزاري برانديللي بهذا الغياب أبداً وتحول الى احد نجوم الازوري امام هجمات الانكليز، والملفت ان ادارة باريس سان جرمان التي تسعى الى ضم افضل نجوم العالم سنويا اعربت عن رضاها بالحارس الايطالي الذي يحرس مرمى الفريق ويبدو ان النية تتجه لابقائه اساسيا في الفريق الباريسي وعدم البحث عن حارس مرمى من اصحاب الاسماء المعروفة.وفي الوقت الذي لم يكن فيه تألق سيريجو مفاجئاً على الإطلاق، فإن ما قام به الحارس المكسيكي غييرمو أوتشوا في مواجهة البرازيل (0-0) يُعدّ تعملقاً بكل ما للكلمة من معنى فأوتشوا صاحب الاسم المغمور دخل التاريخ من دون شك، لا بسبب تصديه للعديد من الكرات الخطرة التي كان يمكن أن تهزّ شباك أي حارسٍ آخر، بل لأنه أعاد الى الذاكرة تلك الصدّة الشهيرة التي قام بها بانكس لكرة "الجوهرة السوداء" البرازيلي بيليه في مونديال 1970 في المباراة التي انتهت برازيلية بهدف لجيريزينيو بعدما عجز بيليه عن كسر عناد بانكس، اما اوتشوا فطار لرأسية نيمار بنفس الطريقة وأبعد الكرة قبل أن تخترق زاويته اليمنى.الآن في المكسيك، أصبح أوتشوا حديث الجميع إلى درجةٍ أن المغنية المكسيكية الشهيرة تاليا عرضت عليه الزواج بسبب تألقه الكبير.اوتشوا حاليا انتهى عقده مع فريقه الفرنسي اجاكسيو الذي هبط الى مصاف اندية الدرجة الاولى في فرنسا وفي حال واصل التألق في ملاعب البرازيل فسيكون من نصيب احد الاندية الكبيرة علما انه يريد اللعب في دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل حسب قوله. اما ثالث الحراس الذي سطعوا في سماء المونديال البرازيلي فهو البلجيكي تيبو كورتوا رغم صلابة خط دفاعه لكن حين تدعو الحاجة فإن مدربه مارك فيلموتس يجده في المكان المناسب.كورتوا حارس اتلتيكو مدريد الاسباني يتوقع ان يعود الى تشلسي ناديه الاصلي والذي لم يختبر كثيرا ولم تهتز شباكه الا مرة واحدة من ركلة جزاء لكن ثقته بنفسه وهدوء اعصابة جعلت منه افضل الحراس في كأس العالم.