شهر الخير والمعروف
الحمد لله أن بلغنا شهر رمضان المبارك ومنّ علينا بالصحة والعافية لصيامه وقيامه، وهذه بلا شك نعمة كبيرة تستحق الشكر للمولى عز وجل، لأن هذه المواسم الربانية الخيّرة هي محطات زمنية في حياتنا يتوجب التوقف فيها لكسب الأجر والثواب من رب العالمين من خلال عمل الخير وبذل المعروف، لأن ديننا الحنيف قد أوصى الجميع بهذه القيم الإنسانية الطيبة كي تنتشر وليعمل بها الناس فيما بينهم.إن شهر الصيام يساعد كل مسلم على الرجوع لربه سبحانه من خلال تسخير الوقت الكافي للتزود بالطاعات وتقوية الإيمان، خصوصاً إننا الآن نعيش حياة متسارعة ومشاغل دنيوية كثيرة تجعل الشخص منهمكا في حياته اليومية مع التزامات العمل ومتطلبات المعيشة التي أصبحت تتزايد يوماً بعد يوم، مما جعل تفكير الإنسان في الغالب ينصب على الأمور الحياتية بصورة أكبر من الأمور الدينية والتعبدية.. لذا فإن محطة الخير في شهر رمضان هي فرصة سنوية يجب الاستفادة منها بصورة كبيرة لتدعيم رصيدنا للآخرة من خلال السعي لتحقيق واقع الرحمة وعمل المعروف الذي قد يكون الشخص قد غفل عنه، كما يجب أن نحرص على صلة الأرحام وحل الخلافات الدنيوية التي قد تكون حصلت بيننا كأشخاص لأن ذلك من سمات الخير التي أوصى بها ربنا عز وجل، وكذلك حث عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في أعماله وأقواله بالتأكيد على صلة الأرحام.إننا جميعاً بحاجة لاستلهام معاني شهر رمضان المبارك وما يتنزل به من الرحمة والمغفرة والعتق من النار كي نكون من الفائزين في تحصيل النتيجة الطيبة التي نسعى لها جميعا وهي دخول الجنة بإذن الله، لأن العبد مُقصِر مع ربه وربما مُتكاسِل في أداء الواجب الديني المطلوب منه، أضف إلى ذلك كثرة الأخطاء والهفوات التي يرتكبها كل شخـص منا.. لذلك نحن بحاجة شديدة للاستفادة من الشهر الكريم لتشملنا رحمة رب العالمين ومغفرته سبحانه.. والله الموفق لكل خير.