سوء تنظيم مداخل المدن
إن الإنطباع الأول للشخص هو ما يشاهده أولاً فإذا قابلت أو تعاملت مع شخص فإنك دائما ترتب فكرك على الإنطباع الأول وهو أهم تصور يعتمد عليه رأيك لاحقاً ، وهذا ينطبق على أغلب الأمور بما فيها بوابات الدخول لبلادنا مثل المطارات أو المراكز الحدودية أو مداخل المدن والتي بالأساس يجب أن تكون جميلة ومرتبة لكي تبرز مستوى البلد ومدى التنظيم الذي يتمتع به الناس .إن المتابع لمعظم مداخل المدن في وطننا العزيز يلاحظ سوء التنظيم وتخلف التخطيط حيث نشاهد الورش والكراجات والمستودعات والسكراب والحراج يقع في مدخل المدينة وكأنه هدية جميلة تقدم أولاً للزائر، والعجيب أن هذا الأمر يتكرر في المحافظات والمدن والقرى والهجر وكأنه جزء رئيسي من تراثنا الذي لا نستطيع أن نتخلى عنه ، بل أحياناً يظن الشخص أن هذا السوء في مداخل المدن شيئ نتميز به عن باقي الدول لذا نحتاج إلى أن نبقيه ونطوره بتخلف آخر بإضافة حظائر الجمال والأغنام إلى مدخل المدينة والسبب في ذلك أن قواعد التخطيط الهندسي غير متحققة مع الأسف في مدننا الكبيرة والصغيرة على السواء وهذا الأمر يتكرر لسنوات طويلة جدا تتجاوز نصف قرن من الزمن حيث لا نرى التغيير الحقيقي في التخطيط العمراني للمدينة ولا نرى التجميل والتحديــث الواضـح لمداخل مدننا ،،، رغم أن الحكومة مشكورة رصدت ميزانيات مالية كبيرة جدا لسنوات طويلة للمشاريع بمختلف المجالات ولكن الأثر والتغيير بسيط جداً ،،، بل قد يصل الأمر إلى التراجع في بعض المدن نتيجة لعدم ترميم وصيانة المجسمات أو التشجير الذي قد يعمل أحياناً في مدخل المدينة نتيجة لزيارة مسئول كبير بحيث توضع الرتوش التجميلية المؤقتة التي لم يؤخذ بالإعتبار أساساً إستمرارها أو المحافظة عليها مع الأسف ، وهذا بلا شك هدر واضح للمال العام دون فائدة حقيقية .إن النهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية حالياً والتطور الذي يتحقق في عدة مجالات صناعية أو إقتصادية أو عمرانية وغيرها يتطلب سرعة معالجة تخطيط المدن وتحسين مداخلها وتجميلها بما في ذلك الشوارع والأحياء السكنية حيث يعتبر ذلك جزء من الخدمات التي يحتاجها المواطن والمقييم وكذلك هي إنعكاس حقيقي لمستوى تطور بلادنا لأنها الإنطباع الأول الذي يجب الإهتمام به وعدم إهماله --- وإلى الأمام يا بلادي .