صحيفة اليوم

وداعا.. يارفيقات السوء

لماذا تجلسين هكذا مكتوفة الأيدي لديك المال..لديك الشباب والجمال..لديك الوقت الكافي..فهيا تعالي معي لنقضيه سويا..في المنتزهات والأسواق والسهرات الجميلة.. لتسمعي من هنا وهناك كلمات الاعجاب والغزل.. فان تعبت عدنا الى المنزل لنلهو عبر سماعة الهاتف, او على صفحات الانترنت لا يعلم عنا أحد.. هيا معي لتشعري بالسعادة التي تحلمين بها والتي تستحق منك كل التضحيات.وتخرج معها تلهوان.. تتسكعان.. تتمايلان يمنة وسيرة ونظرة الذئاب البشرية تلاحقهن بل وخطواتهن أيضا.. تتسوق تستمع لكلمات الاطراء.. تصاب بالارهاق فتطلب العودة - وهناك تصطحب صديقتها الى غرفتها ليكملا مشوار الضياع بمكالمات هاتفية مع شباب مستهتر وبمضايقة العوائل المحترمة الآمنة.. ولهو ولعب واضاعة للأوقات.. حتى يحل المساء.. فتخرج صديقتها على عجل.. وتبقى هي بين جدران الغرفة الأربعة منهكة القوى ولكنها.. مازالت تعيسة.. بالرغم من كل مافعلته لم تشعر بالسعادة التي وعدتها بها رفيقات السوء.. وصوت من الداخل يناديها.. يصرخ بين جوانبها..ما الذي فعلتيه؟!كم من شاب أولعيته؟! وكم من منزل هدمتيه؟.. وكم من المال اضعت؟! وكم من الوقت اهدرت؟ّ!اما علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس, الصحة والفراغ" وانه لا تزول قد ما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع ومنها عمره فيما افناه وشبابه فيما أبلاه.. فهلا وقفت مع نفسك لتحاسبيها قبل ان تحاسبي؟! دمعت عيناها.. استعاذت من الشيطان..استغفرت وقامت للتتوضأ وتقضي مافاتها من صلوات في ذلك اليوم.. وبكت وهي في سجودها داعية الله تعالى ان يتوب عليها ويغفر لها.