خالد الشريدة

مأجور يستهدف المملكة

معظم الإعلام الغربي يكذب فيما يتعلق بالشأن العربي عموما والسعودي خصوصا، وهي تتجمّل بادعائها التزام الموضوعية والآداب المهنية، واعتمادها على سمعة إعلامية عريقة لم تعد في الواقع بذات المعايير المهنية، حيث كشفها كثير من الأحداث والمواقف، وأثبتت من خلالها أنها إعلام دولار مثلها مثل نظيرتها في العالم الثالث مع استثناءات بالطبع حتى لا نعمم الشر الإعلامي.وقد أصبح بعض كتاب الرأي في وسائل الإعلام الغربية يتاجرون بالقضايا الدولية ويخدمون أجندة وأغراضاً مفضوحة. في الحالة الفلسطينية استمات الكثير منهم في الدفاع عن جرائم إسرائيل ووحشيتها التي تخالف جميع الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، وهم إما جمّلوا تلك المواقف أو أسهموا في تضليل الرأي العام الغربي أو صمتوا حين يكون الأمر مكشوفا بما لا يدع مجالا للف والدوران والالتفاف على الحقائق.مؤخرا -وفي ثنايا التغطية الإعلامية لمجازر إسرائيل في غزة- تبارى بعض الكتاب العملاء في وسائل الإعلام الغربية في التشويش على دور السعودية القومي والإسلامي من خلال ربطها بدعم الكيان الصهيوني في حربه على غزة، وتلك فريّة مفضوحة من كثير من الجوانب، ومكشوفة الأهداف، فهم يحاولون صرف الأنظار عن المجازر والموت والدم والدمار الى قضايا انصرافية غير منطقية.فعل ذلك الكاتب البريطاني ديفيد هيرست بوقاحة متناهية متهما المملكة بالتحالف مع إسرائيل للعدوان على غزة، وذلك أمر في العرف المهني والأخلاقي يتطلب أدلة وإثباتات لم يذكرها في مقاله مطلقا، وإنما فبركة تستغل سذاجة غالب الرأي العام البريطاني في التلقّي عن مثل هؤلاء المأجورين الذين يوجهون وسائل الإعلام بحسب الأهداف الصهيونية، فيصنعون الرأي العام باستغلال الثقة فيهم، فيصبح بالتالي من السهولة التأثير فيهم، ثم ينبري الحاقدون لتلقف مثل تلك المقالات وتكلف مشقة ترجمتها واللعب في نصها وبثها عربيا.ما فات على هيرست أن دور المملكة التاريخي تجاه القضية الفلسطينية لم يكن يوما محل مزايدة، ولا يمكنه مهما أوتي من قوة المنطق والحجة أن يربطها بإسرائيل؛ لأنه في الحقيقة يكذب ويمعن في الكذب من أجل غايات ذاتية ربما، وربما لأهداف صهيونية، ولكن في جميع الأحوال تلك بضاعة كاسدة يردها منطق الواقع بهدوء، فهو وإن غامر بسمعته المهنية ومصداقيته وقيمه الإنسانية من أجل النيل من المملكة فلن يحصد ما يؤمله من مكر، لأن المملكة ببساطة وهي مملكة الإنسانية ورأس الرمح العربي والإسلامي لا ترتهن الى مواقف مكذوبة ورخيصة وغير قابلة للتصديق.التزامات المملكة الأخلاقية والإنسانية والقومية والإسلامية أكبر من أن يكذب بشأنها أمثال هيرست ويبذلون جهدا سلبيا من أجل تشويه مكانتها وقيمتها وأدوارها التاريخية في دعم القضية الفلسطينية وجميع قضايا أمتينا العربية والإسلامية، ولكننا أمام حالة غاية في السوء والانهيار الأخلاقي لكتاب يفترض أن يتمتعوا بالثقة والصدق والأمانة لا أن ينتكسوا ليصبحوا هواة يؤلفون أفكاراً وإدعاءات غير موضوعية وليست صحيحة ولا يمكن قبولها، ولسنا بمعرض أن يصحح الكاتب البريطاني مساره أو يعيد النظر في افتراءاته لأنه مأجور ورخيص، ولكن للمملكة رجالا يردون عنها ويذودون عن حماها الوطني والإسلامي، وحسبنا مما يدعيه هؤلاء أن نقول لهم خاب ظنكم وكشفتم حقيقتكم القذرة التي لا تجعل لكم وزنا أخلاقيا لدى الرأي العام الغربي والعربي الذي تستهدفونه بمثل تلك التصرفات والنباح المسعور.