صحيفة اليوم

د. باقر حمزة العوامي

من الملاحظ ان اصابات الاطفال اثناء الولادة اصبحت اقل حدوثا في السنوات الاخيرة مقارنة بالسنوات الماضية حيث يعود الفضل الى التطوير الكبير في وسائل الفحص والتشخيص فباستطاعة الطبيب في الوقت الحالي معرفة وضع الجنين قبل الولادة ومن ثم يمكن تفادي كثير من المضاعفات والتي لم يكن بمقدور الطبيب تفاديها في السابق والواقع ان الجراحات القيصرية فتحت بابا كبيرا وسهلت على الأم والطبيب كثيرا من العناء, كما ان العمليات القيصرية اصبحت تجرى بدرجة عالية من الأمان للأم والطفل واستطاعت ان تحمي الطفل من مخاطر استعمال الشفط او الجفت في حالات الولادة المتعسرة والتي قد يتعرض الطفل بهذا السبب للاصابات والكسور, ويزداد احتمال تعرض الطفل للاصابات اثناء الولادة عند وجود ضيق في الحوض او عندما يكون حجم الطفل كبيرا او الوضع غير الطبيعي للطفل في رحم الأم.. ومن الاصابات التي قد يتعرض الطفل لها اثناء الولادة هي اصابات الرأس حيث قد يتعرض جزء من رأس الطفل للانضغاط في عنق الرحم ويسبب تورما الا انه سرعان ما يختفي بعد ايام وقد يتعرض الطفل الى نزيف تحت فروة الرأس بسبب استعمال جفت الولادة الا ان هذا التجمع الدموي لا يلبث ان يختفي بعد فترة وجيزة قد لا يحتاج الى علاج - الا ان المشكلة قد تكون اكبر عند اصابة الاعصاب الممتدة من الفقرات العنقية الى الكتف والمسئولة عن حركة الذراع والساعد واليد وتنتج هذه من الشد الواقع على رأس الطفل او على الكتفين وتتوقف درجة تأثير هذه الأعصاب على مقدار الشد اثناء الولادة ويصاب الطفل بنوع من الشلل يسمى شلل (إرب) حيث يلاحظ الوالدان ان طفلهما لا يستطيع تحريك ذراعه الى اعلى بل يبقى بجانبه دون حراك وكثيرا ما يوجه اللوم في هذه الحالة الى الطبيب الذي تمت الولادة على يده رغم ان الطبيب يلجأ للشد مضطرا للمحافظة على حياة الطفل والام ومن الاصابات الشائعة اثناء الولادة كسر عظم الترقوة والتي قد تكون مصحوبة باصابة الضفيرة العصبية للذراع الا انه خلال شهر واحد يلتئم الكسر وتصبح الترقوة طبيعية والواقع ان معظم حالات كسور الاطفال يتبع فيها العلاج التحفظي بينما يقتصر التدخل الجراحي على نسبة قليلة من الكسور البسيطة اما بالنسبة للكسور المضاعفة في الاطفال فتعالج بنفس الاسلوب المتبع لدى الكبار ولكن دون اللجوء للتثبيت الداخلي بالمسامير والشرائح بقدر الامكان.استاذ طب الاطـــفال واستـــشاري امـــراض الدم والسرطان