صحيفة اليوم

كلمة اليوم

لا يستطيع عاقل أن ينكر، أن العراق يمر الآن بفترة من أصعب الفترات في تاريخيه القديم والحديث، فترة تمثل خيطا فاصلاً بين مرحلة جرت عليه الويلات نتيجة سوء السياسات والتقديرات الخاطئة لنظامه السابق، وهي معروفة للجميع ولا تحتاج لتذكير، ومرحلة تبدو "تحت الاحتلال" مجهولة المستقبل وتحتاج لكل عملٍ مخلص ورأي أمين للخروج ـ بشعبه ـ إلى ضوء العالم ونهاره لبناء بلدٍ عانى كثيرا التسلط والظلم والاستبداد.لم يكن أي عربي أو مسلم يتمنى هذه اللحظة التي فاق ما كشف عن هولها أي توقع ولو حتى أكثر المتشائمين، ورغم أن العالم ينتظر انتهاء الجلبة والضوضاء على الساحتين الشعبية والسياسية العراقيتين لتتضح حقيقة المزاعم والمبررات الحقيقية للحرب التي أثار ضجيجها الكثير من الغبار ليشمل زعيمي دولتي الحرب وبالتالي تأثيرات ذلك على الوضع العربي برمته.الكثيرون من داخل العراق نفسها، لا يتوانون عن النظر بعين "ما" تجاه ما ينتظر السلطة السياسية المتوقعة بالعراق، والبعض الآخر يعول عليها كسبيل وحيد ـ حاليا ـ للخروج من النفق، وأيا ما تكون الوسيلة، فإننا وبالذات في المملكة لانزال نرى ـ كما كنا في البداية، وكما شددت عليه قيادتنا الحكيمة ـ أن أمر العراق يجب أن يقرره العراقيون أنفسهم دون وصاية، وإذا كانت الظروف السياسية والمتغيرات العالمية قد جعلت من العراق بداية لفرض رؤى جديدة إلا أن الصوت السعودي الواضح مازال يصر على أن تكون الحكومة العراقية نموذجا للوحدة الحقيقية بين شعب متعدد الأعراق وألوان الطيف السياسي والمذاهب، التي يجب أن تنصهر داخل حدود لا يجب المس بها أو تقسيمها أو فرض استراتيجية لنهب خيرات يجب أن توجه أساساً لرفاهية المواطن العراقي وسبيلا لإعادة بنائه كما يريد العراقيون أنفسهم وبما يحقق طموحاتهم على أراضي بلادهم.ربما يكون مجلس الحكم الجديد حلا منطقيا فرضته الأحداث الجارية وطبيعة تكوين النسيج الاجتماعي والمذهبي العراقي وخطوة أولى نحو بسط السيادة وإعادة النفوذ .. ورغم ما قد يأخذه البعض، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون عائقاً نحو إنشاء الحكومة الشرعية التي يرتضيها الشعب لضمان وحدته واستقلاله وحقه الكامل في الحفاظ على أرضه ومقدراته.هذا أمر، يجب أن نشجعه، ونحاول الابتعاد عن مجرد الشعارات والأقوال المعسولة التي أكدت الأحداث الجسام أنها ليست سوى محرقة للطاقات وهدرا للإمكانات.. نبتعد عن أسلوب فرض الوصاية على شعب عانى كثيرا التشريد والقمع والمصادرة في أبسط أبجديات الحياة.هذا ما تؤمن به المملكة كموقف ينبغي على كل عاقل أن يأخذ به ويكون عنصرا مساعدا يأخذ بيد إخواننا وأهلينا في العراق حتى يعودوا كما كانوا عبر تاريخهم، شعلة للحضارة وليسوا وقودا لسياسات أنظمة تمارس القهر والتسلط عليهم.