زكريا العبّاد، أكابر الاحمدي- الدّمام، جدّة

أدباء ومثقفون يدعون إلى ضخّ دماء جديدة في مجلات الأندية الأدبية «1-2»

لا يكاد يختلف الأدباء والمثقفون في نظرتهم للمجلات التي تصدرها الأندية الأدبية ومدى مواكبتها الساحة الإبداعية، فالجميع يؤكد على حاجة هذه المجلات للمواكبة وتحديث الرؤية الإخراجية وإشراك الأجيال المبدعة الشابة في تحريرها، إضافة إلى إشراك الإعلاميين في صياغتها وعدم الاكتفاء بالأدباء والأكاديميين. تغييب المجتمعفي البدء يوضّح الشاعر والكاتب عادل المالكي أنّ الأندية الأدبية لا تزال تعيش في برجها العاجي المتأصل منذ القدم، ما انعكس بشكل واضح على الإصدارات الأدبية التي تطبعها اللغة النخبوية، والمفردة الصعبة، والأطروحة الأكاديمية الصرفة، كذلك استهداف طبقة معينة من القراء جعلها غائبة كلياً عن المشهد الأدبي، وجعلها غير مؤثرة في تشكل المشهد الحالي ما أدى لكسادها وتلبسها الغبار على أرفف الأندية ذاتها.ويضيف: بنظرة فاحصة للمنتسبين للأندية الأدبية وقادة الحراك فيها فإن السواد الأعظم منهم أكاديميون، ما أثر سلبا على الفعاليات من ناحية وعلى الاصدارات المطبوعة من جهة ثانية، فأصبح النتاج الأدبي المطبوع نسخة مكرورة للمقررات الدراسية المتخصصة في اللغة وفنونها، فأعرض عنها المتلقى، كذلك ركزت إصدارات الأندية على شؤون أكاديمية وبحثية متخصصة زادت الهوة بين الأندية وأطياف المجتمع، وهنا استغل الشعراء الشعبيون الفجوة فكانوا بمثابة حنجرة للبسطاء، ما أوصلهم لأفئدة المتلقي لأنهم نقلوا معاناتهم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية مستغلين غياب أدباء النخبة عن المشهد وكأنهم يعيشون في مجرة أخرى.ويختم الملكي بالقول: لا تزال الأندية الأدبية تركز على البحوث والدراسات النقدية والترجمات بعيدا عن اهتمامات المجتمع، فتراجعت أسهمها، وبالتأكيد سيبقى الحال على ما هو عليه إذا بقيت الأندية الأدبية على وضعها الذي يشبه إلى حد كبير القاعات الجامعية التي تقدم المناهج الأكاديمية وتعيش في عزلة عن نبض الإنسان البسيط.الصناعة الصحفيةالروائية والصحافية حسنة القرني أبدت رأيا مخالفا للمالكي فقالت: الدوريات والمجلات الثقافية الصادرة عن الأندية الأدبية في المملكة تمتاز بالفكر الثقافي والمحتوى الأدبي والإبداعي إلى جانب اهتمامها بالبحث الأكاديمي والنقدي العالي الرصين وذلك لأنها تمتلك استراتيجية ثقافية جيدة؛ نظرا لكفاءة القائمين عليها من مثقفين وأدباء إلى جانب بعض المبدعين من الجنسين لكنها بحاجة إلى وجود استراتيجية إعلامية بمعنى صناعة محتواها صحافيا، وذلك بإسناد مهمة تحريرها صحافيا إلى محررين ثقافيين متخصصين وعلى قدر عالٍ من الوعي والثقافة، بهدف إضافة نكهة صحفية على محتواها فالمحرر الثقافي المتخصص والواعي هو الأقدر على الإطلاق على صناعة مواد صحافية ثقافية قادرة على إعادة الاعتبارية للمشهد الثقافي بعد أن خذلته الصحافة الثقافية.كما تبين القرني أن الأندية بحاجة لجذب المبدع والمتلقي من جانب آخر، كما تحتاج أيضا إلى استراتيجية تسويقية وإعلانية تحظى بدعم مباشر وغير مباشر من قبل وزارة الثقافة والإعلام، وذلك من خلال طرح مشروع يتضمن دار نشر ومكتبة تجارية خاصة بإنتاج الأندية الأدبية للقطاع الخاص مع ضرورة منحها سقفا مرتفعا من الحرية للتبادل التجاري مع مراكز الدراسات والأبحاث ودور النشر العربية والمحلية، والتي تعاني اليوم أزمة حقيقية في عملية نشر الكتاب الثقافي والأدبي الرصين والإبداعي الجيد، وذلك بهدف دعم المشروع تسويقيا وحتى لا يكون في معزل ومأزق آخر.وتختم القرني قائلة: إلى ذلك الوقت تحتاج الأندية الأدبية من وزارة الثقافة والإعلام إصدار قرار عاجل يقضي بإلزام المكتبات التجارية في السعودية بتوزيع إنتاجها، سواء كان كتبا مطبوعة أو دوريات ومجلات ثقافية خدمة للثقافة ودعما للمثقف والأديب والمبدع السعودي على حد سواء.