علي السلمي

لغة الأرقام الكاذبة!!

يقولون لغة الأرقام لا تكذب، فواحد زائد واحد يساوي اثنين، وأنا هنا لن أقول عكس ذلك بل اتفق مع هذه المقولة جملة لا تفصيلا على اعتبار أن هذه اللغة عندما يُساء استخدامها فإنه لا يمكن الاعتماد عليها للحكم على الأشياء كونها في هذه الحالة تحولت من لغة أرقام صادقة إلى لغة أرقام كاذبة..  وفي الآونة الأخيرة بدأ اللعب بمفردات هذه اللغة الرقمية على المكشوف وبأسلوب سافر وفاضح لدرجة أن الأرقام التي أفرزتها بعض المباريات حول عدد الحضور الجماهيري باتت أرقام غريبة وغير متوقعة ولا يمكن لعاقل أن يصدقها بأي حال من الأحوال سيما وأنها تتنافى مع المنطق ولا تتفق مع الواقع..  ففي نهائي مسابقة كأس جلالة الملك الذي جمع الأهلي والشباب في نهاية العام الفائت وأقيم على ملعب "الجوهرة" ذكر بعض المسؤولين بعد المباراة أن عدد الحضور الجماهيري تجاوز 84 ألف متفرج، ولكن كيف لي ولغيري من العقلاء أن يصدق هذا الرقم إذا ما عرف أن الطاقة الاستيعابية للملعب لا تتجاوز 64 ألف متفرج ؟!!   أما في مباراة الهلال والسد القطري في دوري أبطال آسيا التي أقيمت على ملعب "الدرة" فقد أكد مدير الملعب أن الطاقة الاستيعابية للملعب لا تتجاوز 61 ألف متفرج، في الوقت الذي أكدت شركة صلة المسوّقة لتذاكر المباراة أنها قامت بطباعة 59 ألف تذكرة ومع ذلك تفاجئنا بأن عدد الحضور الجماهيري بلغ 63500 متفرج.. كيف تم ذلك؟ وهل هناك جماهير دخلت بدون تذاكر؟ وهل تم توفير مقاعد لهم؟  وفي مباراة النصر والرائد الماضية التي أقيمت على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية ببريدة، لاحظ كل من تابع المباراة عبر شاشة التلفاز أن الملعب الذي يستوعب لأكثر من 25 ألف متفرج شبه ممتلئ وبحسب ما يشاهده أي منصف محايد يجزم أن عدد الحضور لن يقل عن 15 ألف متفرج على أسوأ تقدير ولكن المفاجأة الكبرى وغير المنتظره أن الأرقام المعلنة من إدارة الملعب أكدت عكس ذلك تماما حيث ان عدد الحضور الجماهيري لم يتجاوز 6100 متفرج..   وهذه النماذج التي تم سردها على سبيل المثال لا الحصر تدفعني للتساؤل هل المدرجات تتمدد بحضور جماهير الهلال والأهلي وتنكمش بحضور جماهير النصر؟؟!!.. الحقيقة ان ما يحدث يؤكد لنا بالدليل القاطع أن هناك أيادي خفية تجيد التلاعب في الأرقام وتسعى جاهدة لتحوير الحقيقية وطمس معالمها لأغراض معروفة الهدف منها تحجيم جماهيرية النصر الطاغية..  وخلاصة القول ان هذا العبث الذي لا يحدث إلا في مباريات النصر على وجه التحديد يجب أن يتوقف، ولا بد من تشكيل لجنة من اتحاد القدم ورابطة دوري المحترفين لتقصي الحقائق ووضع النقاط على الحروف لحفظ حقوق الأندية.