بلير يتمسك بمنصبه ويستبعد دعوة البرلمان لبحث ظروف مقتل كيلي
قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي تحاصره الاتهامات بانه ورط بلاده في غزو العراق ويتهمه خصومه بالكذب على البريطانيين والتسبب في وفاة العالم البريطاني ديفد كيلي انه ينوي بكل تأكيد البقاء في منصبه على الرغم من الازمة التي اثارتها وفاة خبير الاسلحة الجرثومية البريطاني ديفيد كيلي وسط جدل حول الملف الذي نشرته الحكومة البريطانية في ايلول/سبتمبر لتبرير مشاركتها في الحرب على العراق.وقال بلير في مقابلة مع تلفزيون سكاي نيوز اثناء جولته في شرق اسيا اعتقد بالتأكيد انني اقوم بالعمل الصائب لبلادي والا ما كنت سأقوم بهذا العمل.واضاف لقد واجهت مرات كثيرة اوضاعا كان الناس يقولون فيها انه وضع رهيب وما الى ذلك. المسألة تعتمد على ما اذا كنت تؤمن بما تقوم به. وردا على سؤال مباشر عما اذا كان ينوي الاستمرار في عمله، قال بلير بكل تأكيد. وقال بلير امس انه مستعد للمثول امام لجنة قضائية للتحقيق في وفاة عالم الاسلحة البيولوجية البريطاني ديفيد كيلي قبل يومين.ولكن المراقبين في لندن يقولون ان رياح السياسة قد تهب بما لا يشتهي بليرفهيئة الاذاعة البريطانية خرجت عن صمتها وقالت علنا ان كيلي كان مصدر تقريرها مثار الجدل والذي قالت فيه ان الحكومة بالغت في معلومات استخبارات عن اسلحة العراق لتبرير الحرب.وكان بلير قد ظهر على شاشات التلفزيون امس الاحد لمواجهة اتهامات بان حكومته دفعت العالم البريطاني ديفيد كيلي الى الانتحار.وعثر على كيلي خبير البيولوجيا بوزارة الدفاع البريطانية ومفتش الاسلحة السابق بالامم المتحدة ميتا يوم الجمعة بقطع في الرسغ بعد ان اصبح طرفا في خلاف بشأن ما اذا كان مسؤولون ضخموا معلومات المخابرات بشأن العراق لتبرير الحرب. وحث بلير الساسة واجهزة الاعلام على الكف عن التكهنات بشأن هذا الامر الى ان يتم اجراء تحقيق قضائي فيه.واستبعد بلير دعوة مجلس العموم (البرلمان) الذي دخل في عطلة يوم الخميس الماضي للانعقاد ردا على طلب زعيم المعارضة لعقد جلسة تبحث في مقتل العالم البريطاني ولكن وفاة كيلي القت بظلالها تماما على جولة بلير في اسيا حيث زار اليابان وكوريا الجنوبية والصين بعد الولايات المتحدة.واوضحت عائلة كيلي انها تريد ان يتحمل احد المسؤولية عن حالة اليأس التي وصل اليها كيلي. وقالت العائلة في بيان الاحداث التي وقعت خلال الاسابيع الاخيرة جعلت حياة كيلي غير محتملة ويجب كل من كانوا طرفا في ذلك ان يفكروا مليا في هذه الحقيقة. وتجاهل بلير خلال زيارة لليابان صحفيا سأله خلال مؤتمر صحفي عن مسؤوليته عن هذا الامر وعما اذا كان سيستقيل.وقالت الحكومة ان كيلي ربما كان مصدر تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية /بي بي سي/ اتهم المسؤولين بتضخيم معلومات المخابرات لتبرير الحرب وهي اتهامات اثارت غضب بلير ومساعديه. واعترف كيلي خلال جلسة برلمانية قبل يومين من اختفائه بالتحدث مع مراسل للبي بي سي ولكنه نفى توجيه الاتهامات التي وردت في تقرير بي بي سي ضد المسؤولين البريطانيين .وأمس الاحد قال مراسل لصحيفة صنداي تايمز ان العالم ابلغ انه يعتقد انه مصدر المعلومات في حقيقة الامر. ونقلت الصحيفة عن كيلي قوله قبل جلسة البرلمان من الواضح جدا انني المصدر. ولكن المراسل قال ان كيلي ابلغه ايضا انه شعر بان وزارة الدفاع خذلته لعدم الحفاظ على سرية شخصيته.