أمريكا تخصص 500 مليون دولار لدول جوار سوريا
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تخصيص 500 مليون دولار تقريبًا من المساعدات الإنسانية للشعوب والبلدان المتأثرة بالصراع الدائر في سوريا. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس في بيان: "إن حزمة المساعدات تشمل أكثر من 250 مليون دولار لمساعدة اللاجئين واستضافة الجاليات السورية في البلدان المجاورة المتأثرة بالأزمة". والمساعدات الجديدة دفعة اضافية من المساعدات الانسانية لضحايا النزاع في سوريا، ليصل حجم المساعدات الاميركية الى 2,9 مليار دولار منذ بدء النزاع في 2011. وأضاف كيري: "هذا أكبر إعلان تمويل تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية استجابة لأكبر مناشدة تطلقها الأمم المتحدة في تاريخها". وجاء الإعلان لدى وصول كيري إلى أنقرة الجمعة لإجراء محادثات تهدف الى بناء ائتلاف ضد تنظيم داعش، وبعد ان رفضت تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي، السماح باستخدام قواعدها الجوية لشن هجمات ضد المسلحين المتطرفين. واجتمع كيري الذي يقوم بجولة في الشرق الاوسط سعيا لتشكيل الائتلاف الذي سيضم اكثر من 40 دولة، بالقادة الاتراك ومن بينهم الرئيس رجب طيب اردوغان. وزار كيري بغداد ثم جدة الخميس حيث حصل على دعم عشر دول عربية بينها المملكة العربية السعودية للمشاركة في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويتوجه كيري اليوم السبت الى القاهرة، حيث يلتقي خصوصا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وبموازاة التحرك الأمريكي يحاول نظام بشار الاسد الانضمام للحلف الدولي، حيث اعتبرت بثينة شعبان، المستشارة السياسية والاعلامية للاسد، ان بلادها "لا بد" ان تكون جزءا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية لمواجهة داعش، في تصريحات نشرها الاعلام الرسمي السوري الجمعة. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن فجر الخميس حملة "بلا هوادة" على التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا، مبديا عزمه على توجيه ضربات جوية ضده في سوريا، وتوفير الدعم للمعارضة المسلحة "المعتدلة" ضد نظام بشار الاسد. وقالت شعبان: ان "الارهاب لم يبدأ اليوم في سوريا بل منذ اربع سنوات (في اشارة الى تاريخ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس 2011)، ولا بد ان تكون ضحيته (دمشق) والمتضرر منه سيكون عنصرا اساسيا في محاربته"، بحسب تصريحات نشرتها وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). ورأت ان خطاب اوباما "احتوى العديد من الثغرات ولم يتضمن شيئا جديدا"، مشيرة الى ان "القرار الدولي رقم 2170 اتخذ بالإجماع في مجلس الامن (منتصف اغسطس)، ولذلك من المفترض ان تكون كل الاطراف التي وافقت عليه جزءا من مكافحة الارهاب". واضافت: ان "الولايات المتحدة استثنت روسيا والصين (حليفتا النظام السوري) من الدعوة الى مكافحة الارهاب، وهذا يشكل ثغرة ثانية". وقالت شعبان: ان "أي قوى مهما كانت عظيمة لا تستطيع أن تحارب الإرهاب من وراء البحار أو بالطائرات، فلا بد لها أن تسأل وتتواصل مع ضحايا الإرهاب والذين يعانون منه". واعتبر وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر الخميس ان اي عمل عسكري ضد داعش ينفذ في سوريا دون موافقة النظام او التنسيق معه، سيعد بمثابة "اعتداء".