«الكثبان الرملية» تهدد سلامة سالكي طريق «أبرق الكبريت» الحيوي
مساران دون أكتاف وكثبان رملية اعتادت على اغلاق طريق أبرق الكبريت بالرمال بشكل متكرر وتتسبب في تسجيل حوادث خطيرة، كما شهدتها الأيام السابقة وتحرم أهالي هجرة الأبرق من الوصول إلى محافظة الخفجي للاستفادة من الخدمات الحكومية والصحية، مما تتسبب كذلك في منع مركبات الإسعاف من الوصول للحوادث ونقلها إلى المستشفى، في نفس الوقت التي تحرص وزارة النقل على تهيئة الطرق وجعلها نموذجية كما وعدت في وقت سابق.لم يستبعد أهالي محافظة الخفجي وأهالي مركز أبرق الكبريت – 80 كيلو متراً - من وصفه بطريق الموت حتى لجؤوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لإطلاق هاشتاق يصل بنداءاتهم إلى وزارة النقل بسبب غياب وسائل السلامة بجميع انواعها من هذا الطريق ومن أبرزها «عين القطط» والأكتاف، مما يجعل سالكه يقود على طريق مظلم ليتفاجأ بالكثبان الرملية امامه حتى يخرج عن مساره ويرتطم بمركبة أخرى.اختصار المسافةويجد الكثير من المسافرين ميزة هذا الطريق في أنه يختصر عليهم المسافات التي يقطعونها خلال ذهابهم إلى حفر الباطن والعاصمة الرياض وكذلك قرية العليا، إلا أنهم يتأملون تطوير هذا الطريق والاهتمام بأرواح المسافرين.عامان بعد ان استلمت إدارة الطرق في المنطقة الشرقية طريق أبرق الكبريت من بلدية محافظة الخفجي ليكون من ضمن الطرق التابعة لها، وتعميد المقاولين وشدهم إلى الاهتمام في الطريق وإزالة الكثبان الرملية والعمل على تعديل وضعه الحالي، وتلك الوعود التي أطلقها المسؤولون في إدارة النقل للأهالي بين يوم وآخر، ليمر اليوم الآخر وتعود الرمال لتشكل كثباناً تُغلق الطريق دون أن تجد أحداً يتجاوب معهم سوى تحرك محافظ الخفجي محمد الهزاع وتوجيه دوريات المرور وأمن الطرق لإغلاق الطريق حرصاً على سلامة المسافرين. "اليوم" نشرت في تقارير سابقة عن خطورة هذا الطريق وانه لا بد من إيجاد حلول لضمان السلامة العامة على سالكي هذا الطريق بعد أن أصبح طريقا رسميا تابعا لوزارة النقل، وقد تبرأت أمانة الشرقية في وقت سابق من هذا الطريق لتؤكد للناس أن الطريق رسمياً يعود لوزارة النقل بعد أن تسلمته إدارة الطرق قبل عامين تقريباً، وخصت أمانة الشرقية "اليوم" بتعقيب صحفي حول معاناة المسافرين من طريق الأبرق لتخلي مسؤوليتها من زحف الرمال وإغلاقها للطريق، مؤكدة في نفس الوقت أن معدات بلدية محافظة الخفجي تقوم بمساندة مقاول المتعهد لدى النقل للعمل على إزالتها.وعلمت "اليوم" من مصادرها ان هناك مطالب رفعت إلى الجهات المعنية بإضافة أكتاف للطريق، متر على اليمين ومتر آخر على اليسار ليتوسع الطريق قليلاً ورفع انسيابية الطريق للأعلى في الأماكن التي تتجمع بها الرمال على الطريق أو تحويله إلى طريق ازدواجي جديد يضمن لعابريه سلامتهم.أسر عالقةيضحي بعض شباب الخفجي بأوقاتهم من يملكون مركبات للدفع الرباعي في سبيل مساعدة الأسر العالقة مركباتها في الرمال على الطريق وإخراجها وتوفير كل ما يحتاجونه من مياه وغيرها، إلى أن يغادروا المناطق الخطرة في هذا الطريق، ويقول محمد الشراري والذي التقت به "اليوم" وهو يقوم بمساعدة اسرة عالقة، إنه يتفرغ في أيام راحته ليُنقذ الأسر العالقة مركباتها في رمال طريق الأبرق حتى يمد يده للمساعدة وإخراج مركباتهم، ويضيف: إن الطريق يشكل خطراً على سالكيه خاصة من زائري مركز أبرق الكبريت ومحافظة الخفجي، ويجهلون خطورة هذا الطريق ويقعون ضحية بسبب عدم العمل على تعديل وضع الطريق وتوفير السلامة لعابريه.ويقول شاب آخر فضل عدم ذكر اسمه: إنه من سكان هجرة أبرق الكبريت ويتردد بشكل يومي إلى محافظة الخفجي ويحرص على مساعدة المسافرين والأسر العالقة في الطريق وتوفير الماء لهم وهواء الإطارات، ويضيف: إن طريق الأبرق مهمل ووصفه بالمنسي لدى الجهات المعنية.مخاطرة يوميةويقول لـ"اليوم" نائب معرف مركز أبرق الكبريت معزي بن صقر: انهم يومياً يخاطرون بأنفسهم للوصول إلى أعمالهم في محافظة الخفجي، خصوصاً مع تعطل الطريق ودفنه بالرمال بسبب هبوب الرياح المستمرة في فترة الصيف ويلجؤون إلى الجلوس في منازلهم لحين تحرك إدارة الطرق في إزاحة كثبان الرمال من الطريق وجعل الطريق سالكاً لعابريه، ويضيف كذلك إن الطريق شهد حوادث عديدة بسبب ضيق الطريق ودخول الشاحنات المستمر رغم منعها، إلا أنها تعترض المركبات وتزاحمها على المسار الضيق والذي خلف وفيات لأرواح بريئة بسبب سوء الطريق، رغم التأكيدات على توفير احتياجات المواطنين والسعي على توفير خدماتهم، مثمناً في نفس الوقت جهود محافظ الخفجي على جهوده التي يبذلها لإيجاد الحلول تجاه هذا الطريق مع إدارة الطرق.فيما قال بدر العازمي - أحد أهالي أبرق الكبريت - إن طريق أبرق الكبريت لم يؤسس من البداية جيداً ولم تُعمل له الدراسات الكافية، حيث عملت بلدية محافظة الخفجي منذ سنوات هذا الطريق ليكون حلقة وصل بين هجرة أبرق الكبريت ومحافظة الخفجي، وقامت البلدية بتسليمه إلى وزارة النقل ولم نر أية نتائج تؤكد على التحرك للعمل على الطريق وتوسعته في ظل تزايد أعداد الحوادث المميتة.ويقول وليد العون – مسافر كويتي – ان طريق أبرق الكبريت طريق مخيف ويسلكه لاختصار طريقه إلى العاصمة الرياض مروراً بقرية العليا، ويؤكد بقوله انه منذ أشهر يسلك طريق الأبرق ويعاني من تجمع الرمال على الطريق، مؤكداً في نفس الوقت أنها كادت أن تتسبب له في حوادث لولا العناية الإلهية، منوهاً أن الطريق يحتاج إلى اهتمام ودراسة عاجلة لإيجاد الحلول.خطر الصيفويؤكد سعد الشمري أن طريق أبرق الكبريت مع محافظة الخفجي راحت بهِ أرواح عديدة، وكذلك الأسر بسبب كثبان الرمال خلال وقت الصيف عند هبوب الرياح لتزحف وتغلق الطريق، مبيناً أن ولاة الأمر – حفظهم الله – يحثون المسؤولين دائماً على تقديم الخدمة بأعلى درجاتها وتطبيق المعايير في تنفيذ المشاريع التي يستفيد منها المواطن والمسافرون منهم، مطالبا في الوقت نفسه بتحرك ادارة الطرق والسعي على إيجاد الحلول وهي ضرورية لإنهاء أزمة معاناة طريق أبرق الكبريت ووضع بصمات إنجازاتهم عليه.وأكد الكثير على أهمية وجود وافتتاح فرع لإدارة الطرق في محافظة الخفجي حتى يتمكن من متابعة مشاريع تنفيذ الطرق وصيانتها، بدلاً من المخاطبات الرسمية والتي تمر عليها السنوات دون النظر إليها ومتابعة المتعهدين وتوجيههم التوجيه المباشر حتى تتلافى أوجه القصور في تلك الطرق.