«أناشدكم... فاسمعوني»
تكلمنا كثيراً،، وجاء دوره ليقول شيئاً في يومه!!أبنائي الأعزاء:- طوال العام تحتفلون بمناسباتكم وأعيادكم، تلبسون ما تشاؤون وتقيمون الزينة في بيوتكم وعلى أسطح منازلكم تنثرون الورود فرحاً وطرباً، تلبسون ما تشاؤون في أفراحكم، لم أمنعكم فرحةً ولم أغلق لكم جهازاً أطربكم، ولم أطفئ لكم شمعةً أنارت قلوبكم قبل دروبِكم، ولم أتلف لكم زينةً أسعدت عيالكم ولم أحدد لكم مساحةً للفرح على محياكم، في جميع مناسباتكم وأفراحكم لا تكتفون بيومٍ واحدٍ، بل هي أيامٌ أباركُ لكم ما رزقكم الله فيها من نعمٍ وهي بين:- (زواج إلى تخريج إلى سكن في بيتٍ جديدٍ إلى عودة غائب الى استقبال مبتعثٍ إلى تهنئةٍ بمولودٍ، إلى افتتاح مشروعٍ واعتمادِ آخر إلى أي نعمةٍ من نعم الله عليكم) هي والحمد لله كثيرةٌ لا تُحصى، وإن استزدتم فلن أبخل عليكم أبداً، وعلى قدر فرحتي بكم – أبنائي الأعزاء - وعلى قدر سعادتي بأفراحكم إلا أنني أتألم أشد الألم عندما أجدكم تختلفون في يومٍ أسميتموه (اليوم الوطني)، هو يومٌ واحدٌ ولا أرغب في المزيد، فكل يومٍ تسعدون فيه هو (يومي) ومع ذلك فقد جعلتم هذا اليوم محل خلافٍ وشقاقٍ كأنكم تضنون علي أن أرى وحدتكم وتآلف قلوبكم في يومٍ لا يعدو الساعات يبدأ مع إشراقة شمسٍ وينتهي بغروبها!! ومع أن مولدي كان أكثر من مائةِ عامٍ ولكنكم أعددتُم له منذ قريب، وأعذركم في هذا قبل أن تعتذروا. من فوق هام السحب أطل عليكم لأراكم كيف تعيشون هذا اليوم، فلم أجدكم إلا وقد انقسمتم زمراً!! • منكم من حزم حقائبه مغرداً خارج رحمي وأقول لكم:- رافقتكم السلامة وفي انتظار عودتكم سالمين غانمين. • منكم من رفع عقيرته طالباً بإلغاء هذا اليوم وأفتى – من عنده – بتحريمه. • وفئة ذهبت لتزين الشوارع ومنازلها بأعلامٍ خضراءٍ جميلةٍ ظلت ترفرف عاليةً شامخةً كشموخ الوطن وعزته. - ومنكم من أظهر لطلبة المدارس مجد هذا الوطن وزين فناء المدرسة بكل لونٍ أخضرٍ بهيجٍ. • ومنكم من نادى بصوت عالٍ طالباً ألا يتعرض العلَم لسلوك قد يُستهان به فيُلقى على الأرض في لحظة غفلةٍ ونشوةٍ مفرطة، فكانت غيرتهم هي الدافع لحفظ لفظ الجلالة من أن يتعرض - من غير عمدٍ ولا قصد – لما لا يليق به ولكن اُسيء فهمهم. • ومنهم من رأى في هذا اليوم جمالاً بشمسه المشرقة فذهب يتجول داخل خارطة الوطن مستمتعاً مع الأسرة بكل ما هو جميل. أبنائي الأعزاء:- اتركوني أحب الجميع فقد أحببتكم جميعاً، حافظوا على هذا اليوم بتعقلٍ واتزانٍ مثلما حافظت على أفراحكم بكل الحب والأمان، وعلموا أولادكم أن حب الوطن من الإيمان وهو شعورٌ لا يأتي بفرضٍ ولا أمر) انتهت كلمته.في الختام: - مع بداية العام الدراسي كثرت مقاطع عن معلمين أساءوا التعامل مع تلاميذهم فأدمت قلوبنا وتألمنا كثيراً، ولكن مسحتها وقفةٌ في غاية الجمال عندما رأينا كيف كان استقبال الحجيج في المدينة المنورة بماء الورد والورود وهم ينشدون تلك الترحيبة التاريخية (طلع البدر علينا...) إن هذه اللفتة أسعدت ضيوف الرحمن وحجاج البيت الحرام فهم لن ينسوا هذه اللحظات، سيعودون إلى ديارهم وفي ذاكرتهم أجمل استقبال، بعضهم قد لا يعود للحج مرةً أخرى ولكنه سيظل يذكر هذه اللحظة الجميلة التي اُستقبل فيها بكل حفاوةٍ وترحيب وسينقلها لبلاده، فليتنا نتعاون معاً في أن نجعل عدسات الكاميرات تصور كل ما هو جميل لدينا فلا تكن مصيدةً لكل ما يسيء إلى بلادنا الحبيبة. خبيرة إدارية – تربوية – وزارة التربية والتعليم