اليوم - الدمام

ذبح الأضحية عبادة وطهارة من الدم غير الصافي

يجب أن نتيقن أن الطريقة الوحيدة لتنقية اللحوم من الدماء وتزكيتها هي الذبح الإسلامي، وكل ما عدا ذلك من موت الحيوان بطريق الخطأ أو أن يقتل بأي من الحوادث المذكورة أعلاه أو بطرق الذبح غير المشروعة من وسائل القتل المتبعة حاليا حتى لو غلفت (بنص قانوني)، (ما لم يكن قد ذبح قبل أن يموت وحسب الشريعة)، فهي كلها من جهة تنقية لحوم الحيوانات من الدم الملوث هي وسائل مرفوضة علميا بنص القرآن الكريم، مع ملاحظة الآتي: 1- تتم تنقية لحوم الحيوانات المذبوحة بالتخلص تماما من الجزء الأكبر من الدم غير الصافي أو الملوث، من خلال النزف بعد الذبح الصحيح وليس النزف حتى الموت الناتج عن طرق الذبح بالطريقة غير المشروعة والتي تشكل ألما كبيرا للحيوان أو الطير المذبوح. 2- جميع طرق الذبح غير المشروعة باستخدام أي من طرق القتل أو التخدير المتبعة يكون حكمها في الشريعة حكم الوفاة من الإصابات الناجمة عن الحوادث، أي حكم «الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة». 3- جاءت تعبيرات القرآن الكريم بوصف الحال (adverb) وليس بوصف الفعل (verb) أي «الميتة، المنخنقة، الموقوذة، المتردية، النطيحة» بدلا من أمات، خنق ..الخ ولم يكن من الصعب على العلي القدير اختيار التعبيرات والمصطلحات المناسبة وتشكيلها للدلالة على المعنى المقصود، فوصف الحال دلالة على أن الموت قد سبق النزف فهو داخلي ولم يتخلص منه الجسم، أو أنه نزف حتى الموت ففيه الألم الكبير للحيوان. وفي كلتا الحالتين، فلا تحققت صحة الإنسان ولا تمت الرأفة بالحيوان. إذا كان الهدف هو التخلص من الجزء الأكبر من دم الذبيحة فمن المعروف أن هذا الدم يسير في دائرة مغلقة في الجسم هي الدورة الدموية، وحتى يتم التخلص منه فلا بد إذًا من قطع الأوردة والشرايين لكي يسمح للدم بالخروج. ولهذا فانتشار تلك الأوردة وخصوصا القريب منها من سطح الجلد هو ضرورة أكيدة وأساسية لعملية النزف. ومن هنا فكبر حجم الأوردة الممكن قطعها وزيادة عددها تعني بالضرورة الكمية الكبرى من الدم الممكن التخلص منها في جسم الحيوان. ومن الواضح أنه من الناحية التشريحية للجسم Anatomically فان هذه الأوردة المطلوبة تتركز في العنق أو الرقبة حيث يوجد الوريد الودجي (Jagular veins)، والشريان السباتي (Carotid arteries) الملاصق للوريد الودجي، وكذلك الحلقوم والمريء فتقع جميعها قريبة من سطح الجلد. كذلك من المعروف علميا أنه كلما زاد مدى نبضة القلب وقوتها the heart beats زادت كمية الدم المتدفقة خارجا لحظة قطع الأوردة. وبالتالي فان الحيوان الميت أو شبه الميت سوف ينزف بعض الوقت وبكمية قليلة فقط من الدم الواجب إخراجه أو التخلص منه.من المعروف علميا أيضا أنه كلما زادت عملية التنفس في الرئتين قوة وعمقا زادت عملية امتصاص ثم تدفق الدم من والى القلب من المناطق المحيطة به. كذلك فان سرعة التنفس تضمن أيضا أكسدة جيدة للأنسجة «أي دخول كمية جيدة من الأكسجين إليها» وبالتالي تمنع حدوث حالة الخمول والكسل الناتجة عن نقص الأكسجين (Prevents stagnant and anoxia)، والتي تؤثر على مستوى الحموضة في الدم (of the blood P.H) وفي الأنسجة لأهمية حموضة الدم في عملية استخراج الدم من تلك الأنسجة وبالتالي تؤثر لاحقا على نوعية اللحوم. يمكن القول أيضا: إن انقباض العضلات يؤدي إلي زيادة ضغط عضلات الجسم على الاوعية الدموية، ولذلك تأثير كبير على تدفق الدم خارجا بعد عملية الذبح وحتى النقطة الأخيرة منه.