د. فائز بن سعد الشهري

مهمة لا تحتمل التأجيل

تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة في 2012م قائمة الدول العربية الأكثر سعادة بحسب المسح الأول للأمم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب، وفي عام 2013م وبحسب المسح الثاني للأمم المتحدة حافظت على الصدارة.وفي هذا العام في شهر سبتمبر 2014م أطلقت بلدية دبي مبادرة «دبي.. السعادة» وذلك لمنح الفرصة للجمهور للتعبير عن سعادتهم ورضاهم عن كافة المرافق والخدمات التي تقدمها البلدية في الحدائق العامة والشواطئ وصالونات الحلاقة والمطاعم والمناطق التراثية وغيرها، بالإضافة الى التعبير عن اية ملاحظة أو رغبة في تطوير خدمة أو فكرة، وتهدف البلدية من خلال إطلاقها هذه المبادرة أن تجعل السعادة مطلبا في الحياة التي يرغب بها كل من يعيش بدبي على اختلاف أجناسهم، ليتماشوا مع المكانة التي احتلتها دولة الإمارات العربية المتحدة عالمياً في مستوى سعادة شعبها من قبل المبادرة العالمية للأمم المتحدة.وبعد ذلك يوم الأحد الماضي تناقلت وسائل الاعلام خبر إطلاق الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مبادرة «مؤشر السعادة» لتكون دبي المدينة الأولى عالميا التي تقيس سعادة سكانها وزوارها وسياحها بشكل يومي تفاعلي، وتهدف المبادرة لقياس سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية في دبي المقدمة لهم بشكل يومي عبر توزيع أجهزة إلكترونية في كافة الدوائر الحكومية تكون مرتبطة بشبكة مركزية تقوم برصد هذا المؤشر وإرسال تقارير بشكل يومي لمتخذي القرار لرصد المناطق الجغرافية والحكومية الأكثر سعادة ورضا عن الخدمات الحكومية بهدف تطوير الخدمات وتحسين سعادة الجمهور عن الخدمات المقدمة. وقال الشيخ محمد بن راشد تعليقاً على المبادرة «إن انتظار تقارير نسبة سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية بشكل سنوي أو فصلي لا يلبي الطموحات، لأن العالم اليوم يتغير بسرعة، وتوقعات الناس أيضا تتغير بسرعة ولا بد من رصد ذلك بشكل يومي، وإسعاد الناس مهمة لا تحتمل التأجيل». ولإيجاد مدن مستدامة اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا تبرز أهمية استفادة المخططين الحضريين باستخدام التطور التكنولوجي من إشراك سكان المدن بمراحل تخطيطها ومواجهة تحدياتها وتقييم مراحل تنميتها وتطويرها لتوفير بيئة عمرانية تساهم في إسعاد سكانها وحفظ كرامتهم. وتبرز أهمية الاستفادة من الموارد المحلية في التميز والمنافسة والريادة العالمية. ووجود التقارير والمؤشرات الدولية عن قضايا التنمية وسعادة الشعوب أمر مهم والأهم وجود تقارير محلية يتم رصدها محلياً تطرح قضايا التنمية وعلاجها بكل شفافية فالمحلية أساس الانطلاق إلى المنافسة العالمية. ومبادرات «دبي.. السعادة» و«مؤشر السعادة» تساهم في إيجاد مدن مستدامة تنافس عالمياً وتشع سعادة بمراحل تفاعل الإنسان بالمكان.وأخيراً وليس آخرا رضا وسعادة الإنسان من الأهداف التي تسعى لتحقيقها المجتمعات والمؤسسات الدولية بمراحل تفاعله ببيئته المحيطة وما تحوي من خطط وبرامج وأنظمة. وديننا الاسلامي يدعونا الى الجودة والاتقان والاحسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».