محمد ماهر- رام الله

مواجهات في القدس ونتنياهو يحمّل عباس مسؤولية مقتل رضيعة يهودية

قالت الرئاسة الفلسطينية أمس الخميس: «إن التصعيد والتحريض الإسرائيلي واستمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية هو السبب الحقيقي لكل ما يجري من عنف سواء في فلسطين أو في المنطقة»، واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين في أحياء بالقدس المحتلة وقوات الاحتلال التي قامت بدهم حيي سلوان والعيسوية ومخيم شعفاط، واقتحم عشرات الجنود منزل عائلة الشهيد عبدالرحمن الشلودي في بلدة سلوان وعاثوا فيه واعتقلوا شقيقه عقب حادث الدهس الذي أودى بحياة طفلة يهودية في القدس المحتلة، وحمّل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية عنه، وادعت الحكومة الإسرائيلية أن منفذ الحادث ينتمي لحركة حماس، واقتحمت مجموعات من المستوطنين و«طلاب لأجل الهيكل» وأفواج من اليهود والأجانب أمس المسجد الأقصى المبارك بحراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة، والتدخل السريع بشرطة وحرس الحدود، وتصدى لهم طلاب مصاطب العلم والمرابطين والمرابطات وحراس المسجد وسدنته.التحريض الاسرائيليوشدد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان على أن «الاحتلال الإسرائيلي أصبح مرفوضًا عالميًا، ودول العالم تتداعي للاعتراف بدولة فلسطين».وتابع قائلًا: «لذلك فان استمرار الاحتلال وتهويد القدس والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية إلى جانب الاستمرار في التحريض على القيادة الفلسطينية، وخاصة على الرئيس محمود عباس، هو الذي يخلق مناخًا متفجرًا على الساحة الفلسطينية والمنطقة بأسرها».وحذر أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية من «الاستمرار في هذه السياسة الخطيرة التي ستؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد» قائلًا: «لابد من إنهاء الاحتلال ووقف هذه الاعتداءات، والشعب الفلسطيني لديه خيارات كثيرة، ولن نبقى ساكتين على ما يجري في مدينة القدس».وأضاف أبو ردينة معقبًا على تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس عباس المسؤولية عن حادثة دهس فلسطيني عددًا من الإسرائيليين في شمال مدينة القدس: «إن إسرائيل تبحث عن الأعذار للتهرب من المسيرة السياسية من خلال استمرارها في حصار قطاع غزة، أو من خلال خلق المناخ السلبي أمام المسيرة السلمية عبر مواصلة الاستيطان، والتحريض الإسرائيلي هو محاولة للتهرب من استحقاقات الشرعية الدولية، والاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية هو ما افقد إسرائيل أعصابها».مسؤولية حكومة عباسوأشار نتنياهو إلى أن عباس بتأليفه حكومة مشتركة مع حركة حماس يغطي عليها في تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.وقال مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو: «الهجمات الإرهابية مثل الهجوم الذي وقع في القدس مماثلة لهجمات حماس شريكة الرئيس (محمود عباس) في الحكومة الفلسطينية».وأضاف بيان صادر عن مكتب نتنياهو: «هذه هي الطريقة التي يعمل بها شركاء أبو مازن (عباس) في الحكومة، وأبو مازن نفسه كان يحرض قبل أيام فقط على إيذاء اليهود في القدس».من جهتها أدانت الولايات المتحدة بشدة ما أسمته «هجوم الدهس»، وقدمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي تعازي الحكومة الأمريكية إلى عائلة رضيعة قضت في الحادث، مشيرة إلى أنها تحمل الجنسية الأمريكية.وحثت ساكي كل الأطراف على الاحتفاظ بالهدوء وتجنب أي تصعيد للتوترات بعد هذا الحادث.وعقب الحادث اعتقلت قوات الاحتلال 19 فلسطينيًا في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس. وقال جيش الاحتلال في بيان: إن الاعتقالات تأتي على خلفية المشاركة في مواجهات ضد الجيش الإسرائيلي.كما أشار الجيش إلى أن فلسطينيين اثنين آخرين اعتقلا في القدس خلال ساعات الليل على خلفية مشاركتهم في مواجهات نشبت في حي سلوان والبلدة القديمة.وكان شاب فلسطيني يدعى عبدالرحمن الشلودي استشهد بعيد إصابته برصاص حارس أمن إسرائيلي بدعوى دهسه ثمانية مستوطنين قرب محطة للقطار في القدس المحتلة.وبعد الحادث أعلنت الشرطة الإسرائيلية رفع درجة الاستنفار في القدس للدرجة القصوى، ولفتت إلى تعزيز وجودها في كافة مناطق المدينة.وكان الشاب الشلودي خرج قبل فترة قصيرة من سجن إسرائيلي حيث أمضى عقوبة بالسجن 18 شهرًا حسب أفراد أسرته.انتشار عسكريوأعلنت الشرطة الاسرائيلية أنها ستطبق سياسة «عدم التساهل إطلاقًا» إزاء أي أعمال عنف جديدة في القدس المحتلة، ومنذ صباح أمس انتشرت قوات من الأمن والشرطة.وقالت الشرطة في بيان: «إن شرطة القدس تؤكد أنها ستتبع سياسة عدم التساهل إطلاقا حيال أي أعمال عنف وستوقف أي شخص متورط في أي إخلال بالنظام العام».وقال متحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس: «على المستوى العملاني وطبقًا لما تقرر بعد الاعتداء مباشرة، تم تعزيز قوات الأمن وخصوصًا حرس الحدود ووحدات الدوريات الخاصة والوحدات الخاصة للاضطرابات في النظام العام».وتابع إن الشرطة تطبق بلا إبطاء خطة عامة تقررت في مواجهة تزايد الصدامات في القدس الشرقية، ولكنها ستنفذ تدريجيًا موضحًا أن هذه الخطة تجمع بين الوسائل التقنية والبشرية بما في ذلك الاستخبارات «لوضع حد للحوادث الجارية».