وكالات - عواصم

«داعش» يتقدم في عين العرب ويواصل قضم الأنبار العراقية

تقدم تنظيم "داعش" الجهادي المتطرف أمس، في وسط وشمال مدينة عين العرب السورية الحدودية، واستعاد السيطرة على قرى في ريفها الغربي بعد معارك مع المقاتلين الأكراد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما يعمل التنظيم على ابتلاع هدف أكثر أهمية من مدينة عين العرب من الناحية الاستراتيجية هو محافظة الأنبار، فقد سيطر التنظيم الإرهابي أمس، على منطقة حي البكر في مدينة هيت، فيما يتوقع سقوط قاعدة عين الأسد الجوية التي توفر الإمدادات لمقاتلي العشائر والقوات العراقية التي تسيطر على سد حديثة فيما نفذت طائرات التحالف 15 غارة على مواقع التنظيم في سوريا والعراق . وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: إن "تنظيم الدولة الإسلامية أحرز بعد اشتباكات طويلة بدأت، أمس (الأربعاء)، واستمرت حتى صباح أمس، تقدما في شمال مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) وفي وسطها".وأضاف، أن التنظيم المتطرف الذي يحاول منذ أكثر من شهر السيطرة على المدينة الكردية الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب "تمكن أيضا من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل أيام لصالح المقاتلين الأكراد". وتابع: إن عناصر التنظيم يخوضون في موازاة ذلك ومنذ الصباح اشتباكات مع مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الذين يدافعون عن المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع من اجل "التقدم من جهة الجنوب" فيها.مقتل 553وقتل 553 شخصا في سوريا غالبيتهم الساحقة من المسلحين غير السوريين المنتمين الى تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" المتطرفين في ضربات التحالف الدولي التي بدأت قبل شهر في هذا البلد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس الخميس.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: إن "553 شخصاً هم 464 عنصراً من تنظيم داعش و57 عنصراً من تنظيم جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) و32 مدنياً قتلوا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد أهداف في سوريا منذ شهر".وأضاف، أن "الغالبية الساحقة من هؤلاء المسلحين الذين قتلوا في الغارات ليسوا سوريين". كما ذكر المرصد في بريد الكتروني ان القتلى المدنيين وبينهم ستة اطفال وخمس نساء قتلوا في ضربات استهدفت خصوصا مناطق نفطية يسيطر عليها مسلحون متطرفون.مقاتلو البشمركةوفي السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس: إنه أحيط علما بالتوصل إلى اتفاق لعبور 200 من مقاتلي البشمركة الأكراد العراقيين الحدود عبر تركيا للدفاع عن مدينة كوباني السورية في مواجهة مقاتلي داعش.كان إردوغان يتحدث بعد أن وافق برلمان إقليم كردستان العراق، أمس الأربعاء، على خطة لإرسال مقاتلين إلى سوريا. وقال إردوغان في مؤتمر صحفي في ريجا عاصمة لاتفيا: "علمت أنهم توصلوا إلى اتفاق أخيراً على عدد 200 (مقاتل)."عمليات العراقوأعلنت قيادة عمليات الأنبار، أمس الخميس، سيطرت عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي على منطقة حي البكر في مدينة هيت، غرب الرمادي، بعد انسحاب القوات الأمنية ومقاتلي العشائر منها.وقال قائد عمليات الأنبار (إحدى تشكيلات الجيش العراقي) الفريق الركن رشيد فليح، إنّ "عناصر تنظيم داعش الإرهابي سيطروا بالكامل على منطقة حي البكر الواقعة شمال مدينة هيت غرب الرمادي بعد معارك ضاربة بين القوات الأمنية تساندها العشائر ضد عناصر التنظيم استمرت منذ مساء الأربعاء، وحتى فجر أمس".وأضاف فليح أن "القوات الأمنية ومقاتلي العشائر انسحبت بعد نفاد الأسلحة والأعتدة لديها خلال المواجهات التي دارت هناك"، لافتا إلى أن "تعزيزات عسكرية في طريقها إلى القوات الأمنية والعشائر التي انسحبت متمثلة بالأسلحة والعتاد".اقتحام بيجيونجحت قوات الأمن العراقية من الجيش والشرطة وافواج الحشد الشعبي في اقتحام قضاء بيجي وتكبيد مسلحي داعش خسائر جسيمة في الارواح والمعدات، خلال الحملة العسكرية التي نجم عنها أيضا تأمين الطرق الرئيسة الرابطة بين بغداد وكركوك وسامراء وتكريت.وقال مصدر امني رفيع لـصحيفة "الصباح" العراقية في عددها، أمس: إن القوات المسلحة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي تمكنت من تأمين طريق بغداد - كركوك بشكل كامل الى جانب نصب الوحدات على جانبي الطريق اضافة الى نصب السيطرات.وأكد أن المركبات المدنية بدأت تسير بشكل طبيعي في هذا الطريق، مضيفا أن هذه القوات تمكنت ايضا من تأمين طريق سامراء - تكريت، مشددا على ان هذه الانتصارات تحققت من دون تقديم الدعم من قوات التحالف الدولي.الى ذلك، أفاد مصدر أمني مسؤول في عمليات صلاح الدين، بأن القوات الأمنية والحشد الشعبي، بدأت عملية اقتحام قضاء بيجي، مشيراً إلى أن القوات عززت تواجدها في قرية البو طعمة انطلاقاً للقضاء.من جهة أخرى، قال رئيس اللجنة الأمنية لمناطق شمال بابل في مجلس المحافظة ثامر ذيبان أن أكثر من مائة مسلح في ناحية جرف الصخر سلموا انفسهم الى قوات الجيش والحشد الشعبي في منطقتي العبد ويس والحجير في جرف الصخر بعد محاصرتهم منذ أربعة أشهر. قضم الأنبارعراقياً، يعمل تنظيم داعش على ابتلاع هدف أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية هو محافظة الأنبار في غرب العراق والطريق المؤدي منها إلى بغداد. هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة -التي هبت عشائرها السنية عامي 2006 و2007 لطرد تنظيم القاعدة بالتعاون مع الأمريكيين- أحكمت داعش السيطرة عليها خلال 2014 وتحولت إلى معسكر حربي قبل أن تتمكن الحكومة العراقية والقوات الأمريكية من التحرك. الآن أكبر قاعدة جوية في الأنبار وهي عين الأسد وسد حديثة وهو منشأة لها أهمية كبيرة في البنية التحتية والبلدات المحيطة تطوقها داعش إلى الغرب من الحدود السورية وإلى الشرق من الأجزاء التي يسيطر عليها المتشددون من الرمادي. وقال دبلوماسي أجنبي يعمل في بغداد: إن داعش ملك من أسباب القوة خلال العام الماضي ما جعلها "مثل أخطبوط التصق بوجهك."وأصبح في وسعه أن تسيطر على طريق مفتوح بالكامل من الحدود السورية إلى بغداد.ويخشى مقاتلو العشائر السنية من قلة عددهم مقارنة بمقاتلي داعش، ويقولون: إن الجيش الأمريكي والحكومة العراقية لا يرسلان إليهم الدعم الكافي. ويقول المقاتلون: إن الأسلحة غير كافية، وإن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة لا يعتمد عليها بالنسبة لهم .وقال عضو مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي: "لولا مقاتلو العشائر لسقطت الأنبار." وأضاف أن 80 في المائة من المحافظة يخضع لسيطرة داعش ويخضع الباقي لسيطرة بعض قوات الأمن ومقاتلي العشائر.قاعدة عين الأسد وفي أقصى غرب الأنبار يتوقع سقوط قاعدة عين الأسد الجوية، التي توفر الامدادات لمقاتلي العشائر والقوات العراقية التي تسيطر على سد حديثة. لكن الحكومة العراقية والجيش الأمريكي والقوات العراقية لا يوجد حل جاهز لديها للعشائر التي حوصرت بلداتها قرب القاعدة.في قرية زاوية البو نمر التي تبعد 45 كيلومترا شمال شرقي الرمادي تقاوم عشيرة البو نمر مقاتلي الدولة الإسلامية منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول.وهم يعتمدون على الإنزال الجوي لكميات صغيرة من الذخيرة لكن استمرارهم محسوب بالدقيقة.وقال أحد قادة العشيرة: "إذا سقطت عشيرتنا فسيوجه ذلك ضربة قوية لكل العشائر المقاتلة في الأنبار." وتعجب من أن المقاتلات الأمريكية لم تقصف الجهاديين الذين يطوقونهم رغم أن هؤلاء الجهاديين مكشوفون لها.وأضاف: "أعطينا القوات الأمريكية الأماكن الدقيقة لبعض مواقع داعش... لكنهم لم يهاجموا (معظمها)."معارك وقصفعلى صعيد آخر شهد حي الصناعة بمدينة دير الزور الخميس اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم داعش. ودارت الاشتباكات بين الطرفين صباح أمس وسط قصف مدفعي لقوات النظام على الحي، وعلى منطقة حويجة صكر من الجبل المجاور، وشن طيران النظام الحربي غارتين على منطقة حويجة صكر، وغارتين على قرية حطلة ومحيط مطار دير الزور العسكري دون وقوع إصابات، وفي المقابل قصف داعش بقذائف الهاون مقار قوات النظام في الجبل المطل على المدينة.من جهة أخرى شهدت مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي أمس، قصفًا جويًا عنيفًا بالطيران الحربي والمروحي، وشن الطيران الحربي غارة بالصواريخ على مدينة خان شيخون، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مواقع الجيش الحر عند حاجز «السلام» غرب المدينة، ومعكسر «الخزانات» جنوبها.كذلك قصف الطيران الحربي بلدات تلعاس وكفرسجنة ومعرزيتا دون تسجيل إصابات، فيما طال قصف مدفعي لقوات النظام مطار تفتناز العسكري الذي يسيطر عليه الجيش الحر دون وقوع إصابات. كما قضى خمسة مقاتلين للجيش الحر وجرح عشرات آخرين جراء قصف جوي استهدف مقرين لهم بمنطقة العجمي بريف درعا الغربي، واستهدف الطيران الحربي مقري لـ«لواء المعتز بالله» و«حركة المثنى» التابعين للجيش الحر في مدينة طفس وبلدة المزيريب بمنطقة العجمي، ما أوقع خمسة قتلى وأكثر من عشرين جريحًا، حالة معظمهم حرجة.وفي السياق استهدف الطيران الحربي مقرات لواء «المعتز بالله» في بلدات اليادودة وتل شهاب وعتمان دون ورود أنباء عن إصابات وفق وكالة سمارت للأنباء.