نبض الساحة
لا تخلو أي مقابلة أو لقاء صحفي (إلا ما ندر) من هذا السؤال : كيف ترى وضع الساحة الشعبية؟ وإن أتى السؤال بصيغ متعددة. الا أن الإجابة ليس لها سوى صيغة واحدة وهي عدم الرضا والقبول لوضع هذه الساحة . الجميع مستاء وغير راض عما يدور ويحدث في هذه الساحة, والكل يتهم الكل, ويعدد الأسباب وهي الأسباب نفسها التي ذكرها من قبله ولن يجد غيرها من يأتي بعده. إذا دعونا نبحث عن الخلل أو ( علة الساحة المسكينة) . أليست الساحة مكونة منا جميعا ( بما فينا السائل والمسئول) ؟ أليس جميع من انتسب لهذه الساحة ( كاتب او شاعر) عندما يذم ويقدح هذه الساحة انه يذم ويقدح في ذاته!!؟ لذا أقول يا هذا ويا ذاك أنظر إلى نفسك فقد تكون أحد العوامل التي تسيء لهذه الساحة , فابدأ بإصلاح ذاتك لكي لا تنتقد ذاتك هذا النقد اللاذع. ولكي تكون الساحة كما نبتغي ونتمنى جميعا... فعلى المحابين أن يتوقفوا عن محاباتهم ومجاملاتهم على حساب الساحة. وعلى المتزلفين أن يتوقفوا عن تزلفهم على حساب هذه الساحة. وعلى المستشعرين أن يتوقفوا عن دخول هذه الساحة ( ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه). وعلى المتكبرين أن يتوقفوا عن استعلائهم على هذه الساحة التي عن طريقها عرفهم الناس. وعلى الشعراء أن لا يتوقف نبضهم ونظمهم وضخ الجديد والمفيد لهذه الساحة. متى تم هذا وليبدأ كل منا بإصلاح نفسه وخلله الداخلي وسنجد لسؤالنا السابق إجابات جميلة ومتفائلة . بل ان هذا السؤال الذي أصبح وجوده في أي لقاء أو مقابلة إعلامية من الأبجديات واجابته من الثوابت, قد يختفي ولا نراه مطلقا.