بنتي سحر «البطلة»!
رسالة بالبريد:أنا اسمي سحر، أبي أقولك إني أنا أنقذت جدي اليوم.وأنا أنقل القصة من سحر – غيرت الأسماء ولم يتضح المكان التي لم تحرص هي أن تقوله لي، لأن أمها سمحت لها أن تراسلني بشرط عدم الإفصاح عنهم لتخبرني عمّا فعلت بحماسة أربكت الرسالة التي أعيد صياغتها مع محاولة ترك براح لنفـَسِها الطفولي وطريقة أسلوبها.وروت الي سحر الحكاية:«نحن نعيش في قرية فيها مستشفى بعيد، أمي معلمة، وأبي يعمل في شركة كبيرة بالغربية ولا نشوفه إلا مرة كل أسبوعين. ومعنا جدي وهو ما شاء الله نشيط وقوي وضخم. أنا عمري 14 سنة، وعشت مع أمي وأبوي بالخارج حوالى عشر سنوات، ثم عدنا إلى المملكة وعملت أمي معلمة بمدرسة خاصة. لازم تعرف أني أنا لست سمينة وجدي هو السمين، أنا أزن فقط 40 كيلو جرام، وضعيفة وممطوطة "وضعت أيقونة بوجه يضحك مع غمزة مزاح"، وجدي يزن يمكن 90 كيلو جرام. المهم أنا ما رحت المدرسة لأني كنت تعبانة، وما عندنا عاملة ولا سائق، وجدي يجلس في البيت متقاعد، وأعمل له القهوة ونتقهوى معا، وعلى طول يهاوشني لأني ما أجيب له تمر لأنه فيه السكري. زعلت لما شدّ في نهري وخرجت، ثم أوجعني قلبي لأن جدي فجأة سكت تماما على غير عادته، فرحت أجري للمجلس ووجدته واقعاً على الأرض، وحاولت أن أحركه ثم رششت عليه كأسَ الماء وبدأ يتحرك، وشجعته أن يحاول الجلوس، فيجلس ثم يقع مرة أخرى - رحت جريت ولبست عبايتي والتقطت مفتاح سيارة أبي من غرفة والدتي، وحمدت الله أني رأيتها تضعه في درج "الكوميدينة"، وعدت لجدي وكان مستلقيا وحاولت أن أجعله يقف وهو وزنه أكثر من وزني مرتين، فاتكأ علي ولم يستطع أن يمسك عصاه، ونيتي أن أنقله للسيارة وأخرج للشارع لعلي أجد أحداً يقود السيارة. كانت السيارة بعيدة في الكراج ومع ذلك حملته تقريبا وهو متكأ علي بحجمه الكبير، لا يعي تماما ما حوله.ثم إن المسألة لم تقف عند هذا السير الشاق علي بل كان يقع بين مترٍ وآخر، وأعيد حمله متكئا علي وألمي في كتفي الأيمن وجعه لا يطاق ولكن لم أكن أفكر إلا في انقاذ حياة جدي. ونجحت أخيراً في وضعه بالسيارة بالخلف وسويت وضع القدمين وهو منكب على جنبه، ولم أستطع أن أجعله يجلس لربط حزام السلامة. خرجت الشارع ولكني لم أجد أحدا بعض نفر قليل من عمالة لم أطمئن لهم. فعدت للسيارة وأشعلت المحرك وقدتها بنفسي تحت خوف عظيم وهي تتمايل يمينا ويسارا حتى وصلت بيت خالي القريب في آخر شارعنا، فأخذ السيارة مني يقودها وأنا توجهت للخلف أحاول كل جهدي ألاّ يغيب جدي عن الوعي مرة ثانية، واستفرغ مرتين على عباءتي، ولم أكترث لشيء إلا أن أرى عينيه تتحركان.في المستشفى جاء الطبيب ومعه المعاونون والممرضات، وقال لي: "هل تعلمين أنك أعظم فتاة عرفتها بعمرك؟ لقد أنقذتِ بعد الله جدك من الموت. وصفق الجميع.أردتك أن تعرف أني متحمسة عشان أسمع منك كلمة تكتبها لكثيرات وهي (بطلة).»يا جماعة، لن أتساوى بجلستي لأشرح عن بطولة البنت ولا العبر من ورائها، فسأترك لكم ذلك..أما عن "سحر" التي اختارت اسمها المستعار بنفسها، فأقول كما قال الطبيب: "بنتي الحبيبة لم أر "بطلة" في عمرك مثلك". فخري وإعجابي بك لا يمكن أن تسعهما كلمات.. فمن يلومني؟! هامش"بنتي الحبيبة لم أر "بطلة" في عمرك مثلك". فخري وإعجابي بك لا يمكن أن تسعهما كلمات.. فمن يلومني؟!