نجيب الزامل

سؤالان عن الإمام الحسين والزواج .. وجوابان

من عبدالله الدوسري من جامعة الدمام: ما هو موقفنا من الإمام الحسين؟ بالأمس رفضت والدة صديقي تسمية ولده حسين؟-هذه الأم وعفوا على التعبير فيها شيء من جهل إن رفضت الاسم فقط لكونه اسم الإمام الحسين، وأرجو أن يكون عندها سبب آخر.لنتوقف هنا ونأخذ السندَ والدليل من مصادرنا التي نؤمن بها، مصادر أهل السنة والجماعة. أسهب الكثير من أهل السـِّيَر في مناقب وفضائل سبط الرسول - صلى الله عليه وسلم - وريحانته وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين، مثل ابن كثير والطبري وغيرهم. ومن عقيدة أهل السنة أن الإمام الحسين قُتل مظلوما حين خرج للإصلاح في أمّة جده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا لدنيا يصيبها ولا لحكم دنيوي. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"حسين مني، وأنا من حسين." وقوله "حسين سبط من الأسباط" حب الحسين حقيقة لا تختلف عليها طوائف الإسلام خصوصا السنة والشيعة. كلنا كمسلمين نتعلق بالحسين بسبب منزلته الكبيرة عند جده نبينا العظيم محمد - صلى الله عليه وسلم - والصحابة وآل البيت. وقد تعرض الإمام الحسين لجريمة ومُثّل به وهذا ما ترفضه شريعة الإسلام، نحن وبالذات كسنة نحزن ونتأسف على ما جرى في أحداث مقتل الحسين. وأعرج هنا حبيبي عبدالله إلى أن "يوم عاشوراء" يجب أن يحمل علم الإصلاح الكامل وليس التعصب والتشدد والعودة للوراء ولا أن تكون مناسبة تشعل بها جمرات الكره والاختلاف الطائفي، ولا أي ممارسة سلبية أكاد أجزم لو أن الإمام الحسين علم بها لكان أول النافرين. من خديجة _ جدة:تقدم شابٌ لخطبتي من أجل الزواج وأنا مترددة من كثرة مشاكل المتزوجين حولي؟-فيلسوف أمريكا "إمرسون" يا خديجة يقول عن الحياة أنها بحر متلاطم تطفو فوقها السفن الكبيرة والقوارب ذات الأشرعة الصغيرة، وكلها تقاوم الأنواءَ لتصل لهدفٍ واحد.. مرفأ الأمان.". الحياة تكمن في ما نصنعه نحن بأيادينا لأنفسنا. نحن من يسعد أنفسنا فنتذوق عسل الحياة. ونحن من نُشقي أنفسنا فتمتلئ القلوبُ بسموم الكراهية والانتقام فيكون طعمُ الحياةِ مُرّا.. فاقع المرارة. نحن نأخذ من الحياة يا خديجة بقدر ما نضعه فيها، نحصد ما نزرع، ثمارنا بأنواعها المفيد والسام هي تلك البذور التي نثرناها. إن فهم الحياة بكل مقتضياتها يعتمد على المشاركة.. لا حياة بلا مشاركة. واروع صور المشاركة تلك التي تقوم بين المرأة والرجل في الزواج. والزواج هو البناء الأصيل لبناء أي اسرة بالمجتمع. ثم إن الرجلَ لا يستطيع أن يسعد نفسه وحده، ولا المرأة تستطيع أن تسعد نفسها وحدها، فلا بد أن يجتمعا ويقترنا ويندمجا. إذن الزواج المصير الطبيعي لكل رجل وامرأة، وهو بداية كبرى وليس أقفالاً على النهاية. إنه عهدٌ أمام الله أولا ثم أمام الناس من أجل بلوغ الهدف الأسمى. الزواج أعظم وظيفة تحتاج لمؤهلاتٍ لا تحتاجها اي وظيفة أخرى في الحياة، لأنه أعظم اختبار لقدرة المرأة وقدرة الرجل على السواء في مواجهة بحر الحياة المتلاطم معاً في ظل هذا الرباط.كل المسألة يا خديجة أن تجتازي الاختبار بنجاح. مبروك مقدما.