الأمير سعود بن نايف.. حين يطغى ألم المواطنة في مصابها على الألم الخاص!
في خطوة إنسانية لافتة ومؤثرة، قطع الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رحلته للفحوصات الطبية في الخارج، عائدا إلى الوطن؛ ليكون إلى جانب أهله ومواطنيه في الأحساء في مصابهم الأليم، وليقدم ويتلقى التعازي في ضحايا جريمة الدالوه التي أصابت الجميع. الأمير سعود -حفظه الله- بهذا الموقف، يؤكد لنا أنه المسؤول الذي يجسد بعمق شعور المسؤول الأول في المنطقة تجاه أبناء منطقته، وإحساسه بأن ذلك الحادث لم يصب أولئك الذين تعرضوا لرصاص الإرهاب بأجسادهم وحسب، وإنما أصاب قلب كل مواطن سعودي على هذه الأرض الطيبة، فكيف هو الحال بالرجل الذي يقف على سدّة المسؤولية في هذه المنطقة. في موقفه، ترجم بكل صدق، ما توليه حكومة هذا الوطن من الرعاية والاهتمام لكافة أبنائها. لقد تجاوز الأمير سعود آلامه الشخصية، منذ أن تناهت إلى مسامعه أنباء الواقعة، لينسى كل آلامه، ولينتقل بذهنه وبمشاعره من تلك الجغرافيا البعيدة.. ليستشعر آلام الفقد في واحات الأحساء، ومرارة العدوان التي خلفتها تلك الجريمة البشعة، ليس في تلك البيوت التي فقدت عزيزا وحسب، وإنما في المنطقة بأسرها، وبمختلف أطيافها، ليقرر على الفور نسيان وجعه الشخصي، بعد أن انغمس في الوجع العام الذي أصاب أبناء منطقته، في أنبل موقف للضمير الحي، الذي يستصغر آلام الجسد مهما كانت أمام آلام المجتمع الذي اهتز لتلك الفاجعة، ليعود أدراجه سريعا بعد أن أغلق ملف فحوصاته قبل أن يكتمل ليكون حيث يجب أن يكون، في مقدمة من يقدم ويتقبل التعازي؛ لأنه يشعر بأن ما حدث إنما هو مصابه قبل أن يكون مصاب الآخرين، وليواسي أبناءه وأشقاءه في لحظة سخونة الدم الذي أراقته يد البغي والإرهاب بلا ثمن. لقد عبّر هذا الموقف الإنساني والنبيل من قبل سموه الكريم، ليس فقط عما يحمله هذا الرجل من مشاعر الحب لمواطنيه، وليس فقط ما يشعر به من مسؤولية تجاههم، وإنما فوق هذا وذاك ما يؤكد مكانة المواطن -أي مواطن- في ضمير المسؤول، وبالتالي ما يترجم موقف الدولة على كافة الصعد والمستويات من مثل هذه الأعمال الدنيئة التي تصيب أبناءها. لذلك كان قرار قطع رحلة الفحوصات الطبية في الخارج من قبل سموه قرارا ذاتيا، لا يُستشار فيه الأطباء، ولا يخضع لبرامج ومواعيد الفحوصات، لأنه قرار نابع من سلطة الوجدان التي استشعرت حجم الفجيعة، وأغلقت على الفور ملف الذات، لتبقي ملف الـ (نحن) مفتوحا على مصراعيه، لتدفعه فور تلقي الخبر لاختصار كل شيء وصولا إلى لحظة الوصول إلى موقع الألم الجماعي، هناك في بلدة الدالوه لمداواة تلك الجراح، ويقف بمشاعره إلى جانب مشاعر كل الآباء والأمهات في مصابهم، الذي هو بالتأكيد مصابه؛ لشعوره الراسخ بأن هذا هو المكان الذي يجب أن يكون فيه أيا كانت ظروفه. إنها روح المسؤولية، وخلق المسؤول الذي اتسع قلبه لأوجاع الغير، التي آلمته بما يفوق ألمه الشخصي، ليبدو كما لو أنه نسي كل شيء، ولم يعد يتذكر سوى تلك الغصة التي تركتها هذه الحادثة الأليمة في قلبه، وربما يكون هذا التصرف النبيل، واحدا من أسرار تلك اللحمة الوطنية، التي لا تتكشف أبعادها إلا في الأزمات والمآسي، لتفصح عن ذلك المعدن النفيس الذي تكون عليه تلك النفوس الكبيرة بمشاعرها.. بأحاسيسها، ضميرها اليقظ تجاه كل مفردات هذا الوطن أينما كانت، وحيثما كانت. ![image 0](http://m.salyaum.com/media/upload/324c778d0ac007c0fb491db3065b77ed_sg19.jpg) سموه وحديث من القلب لمشايخ الأحساء ![image 1](http://m.salyaum.com/media/upload/af627edbc4c2dbe36e1036e77ce99dc3_sg20.jpg) الأمير سعود بن نايف يطمئن على أحد المصابين ![image 2](http://m.salyaum.com/media/upload/1771891c197ce86d42d43c64515416c3_sg21.jpg) .. وسموه يعزي ذوي الضحايا![image 3](http://m.salyaum.com/media/upload/21e5fa95d1f889bdf258857ce8d69dd5_sg22.jpg) سموه يواسي شقيق احد الضحايا![image 4](http://m.salyaum.com/media/upload/1f3ddcf7b0a068c00cc9873cd40d6eb0_sg23.jpg) .. ويحنو على أحد الأطفال المصابين