عدنان عبدالله النعيم

هيئة تطوير الشرقية بين المزايا النسبية والتنافسية

نبارك لأمير المنطقة الشرقية وإلى كافة مسئولي وأهالي المنطقة بقرار مجلس الوزراء الذي أصدره في جلسته السابقة بالموافقة على انشاء هيئة عليا لتطوير المنطقة الشرقية، والتي تهدف من خلالها إلى تحقيق عدة أهداف أهمها وضع الخطط الاستراتيجية للنهوض بمستوى القرى والمدن والتخطيط المدني والسكاني وتنسيق التخطيط للمشروعات الانشائية والعمرانية وغيرها من الأهداف ذات العلاقة بالتخطيط الحضري والسكاني وتطوير مشاريع البنية التحتية وتنمية كافة محافظات وقرى وهجر المنطقة.لاشك أن هذا القرار سيلقي بظلاله على كثير من الأمور الهامة المتعلقة بالاحتياجات من المشاريع التنموية خاصة في تحديد أولويات المشاريع ومتابعتها، وما لفت انتباهي في القرار والأهداف الموضوعة للهيئة هو عدم التطرق من قريب أو بعيد الى التركيز على دعم المزايا النسبية للمنطقة الشرقية وهي كثيرة، وكذلك عدم وضع المنطقة كنموذج تنافسي من خلال عمل الهيئة في المستقبل، وهذا المأمول من الهيئة بجانب أهدافها ان تعمل على الاستفادة من المزايا النسبية المتاحة في المنطقة وإعادة النظر فيها والاستفادة منها بما يخدم المنطقة وأهلها في قادم الأيام.الصناعة والموانئ والسياحة والثروة البحرية والحيوانية والزراعية يجب أن تكون من أول أولويات عمل الهيئة، حيث إن رفاهية المواطن مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذه القطاعات لما تمثله من ثقل هام وحيوي في اقتصاد المنطقة، لذا من الأهمية ان ترتبط المشاريع التنموية والحضرية للهيئة بهذه القطاعات، آخذة في الاعتبار الآثار الإيجابية الكبيرة التي ستلقي بظلالها على المنطقة بشكل عام والمواطن بشكل خاص.يجب أن يكون دور الهيئة العليا مختلفا وايجابيا وأوسع وأشمل من الدور الذي تقوم به أمانة المنطقة، كما يتطلع الجميع إلى الابتعاد عن البيروقراطية والسرعة في اتخاذ القرار من جانب آخر، وهذا لن يتحقق إلا بتطبيق المفهوم الشامل مدعوما برؤية طموحة، ومن جهة اخرى العمل على الاستفادة من المزايا النسبية وتحويلها إلى مزايا تنافسية، وفي هذا تحول في استدامة التنمية واستمراريتها دون الاعتماد الكلي على الدعم الحكومي، حيث إن العمل على تطبيق مفهوم الميزة التنافسية سيتطلب تغييرا نوعيا في اداء القطاعات التي أشرنا اليها مدعوما بتطبيق التنمية الشاملة التي ستعمل عليها الهيئة عند بداية عملها.علينا الاستفادة وبشكل كبير من دور الهيئة، وألا نضيع هذه الميزة وأن نبتعد عن المجاملات وأن يكون التركيز منصبا على خدمة المنطقة بنطاقها الواسع، فهل سيتحقق هذا الحلم أم نكون قد أوجدنا طبقة ادارية جديدة، سننتظر ونرى.