نهدف إلى تسريع الابتكار الصناعي وتقليل الفجوة بين البحوث التطبيقية والأساسية
أكد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان، أن التوسع في تطوير التقنية والابتكار من العوامل الأساسية لنجاح الجامعة، مشيرا الى أن مشاركتها الفاعلة في التنمية الاقتصادية تكون من خلال تطوير تقنيات لإيجاد صناعات جديدة وزيادة فرص العمل للشباب في العديد من القطاعات الانتاجية.وقال الدكتور السلطان في كلمة له خلال افتتاحه صباح أمس، الندوة السعودية اليابانية السنوية الرابعة والعشرين عن التقنيات الحفزية في تكرير البترول والبتروكيماويات في مبنى معهد البحوث بالجامعة بالظهران، إن الجامعة حققت نجاحاً باهراً في تنفيذ خطتها الاستراتيجية للابتكار والملكية الفكرية وريادة الأعمال. ومن خلال المواءمة بين الكفاءات وتوفير البيئة المناسبة وتحفيز عملية الابتكار وروح المبادرة لدى الطلاب والأساتذة، استطعنا أن نركز أبحاثنا في عدد من المجالات البحثية التي تهم المملكة وخاصة تلك المتعلقة بتطبيقات الطاقة والمياه.وأوضح أن الندوة باتت حدثاً سنوياً لتبادل الآراء والخبرات ومناقشة المواضيع التي تهم صناعتي التكرير والبتروكيماويات، متقدماً بالشكر لجميع المشتركين والمتحدثين اليابانيين والعالميين. وأشار الى أن الجامعة تعمل مع شركائها الصناعيين والأكاديميين منذ عدة سنوات لتطوير تقنيات وتقديم حلول ناجعة مما يعود بالنفع على جميع الأطراف. وتشمل المزايا التي تحققها الجامعة من هذا التعاون تسريع عملية الابتكار والتطبيقات الصناعية، وتقليل الفجوة بين البحوث التطبيقية والأساسية الاستكشافية. ولقد كانت الجامعة سباقة في تشكيل تحالفات بحثية مع الصناعة والجامعات العالمية لتحقيق مخرجات مميزة خاصة مع تزايد المنافسة العالمية في هذا المضمار، مبينا أن الاستحواذ على المعرفة وتطبيقها أصبح أكثر الحاحاً خاصة أن الرخاء والازدهار الاقتصادي المستدام يعتمد على الاكتشافات التي تولد في كثير من الأحيان في المؤسسات الأكاديمية. كما أن مشاركة الجامعة الفاعلة في تطوير التقنيات يدعم توجه المملكة لتقليل اعتماد اقتصادها على النفط.وأضاف الدكتور السلطان إنه بفضل المبادرات والجهود الكبيرة في السنوات القليلة الماضية، أضحت الجامعة ضمن قائمة أفضل 20 جامعة في العالم تحصل على براءات اختراع مسجلة في الولايات المتحدة. وقال: «ينبغي أن ننوّه بالدور المهم الذي تلعبه براءات الاختراع في دفع عجلة الأبحاث الجامعية وفي حماية الملكية الفكرية وأنشطة ترخيص وتسويق التقنيات وتأسيس الشركات الناشئة. وفي مجال تطوير العمليات الحفزية، تواصل الجامعة تنفيذ عدد من مشاريع البحث المشتركة مع الصناعة الوطنية وجامعات وشركات عالمية حول تطوير تقنيات مساندة للصناعة البترولية وعمليات بديلة أكثر كفاءة لإنتاج الكيماويات». ومن جهته، أعرب إيجي هيراوكا المستشار الخاص لمركز التعاون البترولي الياباني في كلمته عن أن المركز يهدف لتعزيز التعاون الفني بين اليابان والدول المنتجة للنفط، وأن لدى المركز علاقة وثيقة بالمملكة، وينفذ عدداً من برامج التعاون والبرامج التدريبية مع المملكة، وأشار إلى أن المركز ومنذ العام 1981م ساهم في تدريب 955 متدرباً من المملكة، كما يشارك حالياً في خمسة مشاريع بحث وفي تبادل الباحثين وفي عقد الندوات المشتركة، وأكد أن الندوة تمثل فرصة لتعزيز دراسة الحفازات بصورة أوسع والإسهام في دراسات متقدمة، مشيراً إلى سعي المركز في تكريس الجهود والتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وأوضح رئيس وفد المعهد الياباني البترولي الدكتور الدكتور ميكيو مياكي أن الندوة تعزز التعاون بين المملكة واليابان في مجال البحوث ومن خلال تبادل المعلومات والآراء حول التطورات الراهنة في مجال العلوم والتقنية، وسوف تساهم المناقشات بين المشاركين لفهم أفضل وإيجاد حلول للمشاكل البيئية والحفاظ على الطاقة. وأشار الى أن العام القادم يصادف الذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والمملكة العربية السعودية معرباً عن شكره العميق لجامعة الملك فهد على تنظيم هذه الندوة. وفي سياق فعاليات الندوة، أشار الدكتور سليمان الخطاف مدير مركز التكرير والبتروكيماويات في معهد البحوث بالجامعة الى مشاركة 18 متحدثاً من أساتذة وباحثي الجامعة ومن أرامكو السعودية وعدد من الخبراء من الجامعات ومعاهد البحث اليابانية اضافة الى مشاركة باحثين مميزين من اسبانيا وجمهورية التشيك. وأشار الدكتور الخطاف إلى أن مركز التكرير والبتروكيماويات يقدم خدماته البحثية من خلال شراكات محلية وعالمية في عدد من البحوث والدراسات لكبرى الشركات المحلية والعالمية، وعلى الصعيد المحلي تأتي في مقدمتهم أرامكو السعودية وشركة سابك، وعلى الصعيد الدولي يتعاون المركز مع عدد من الجامعات العالمية مثل جامعة كامبريدج البريطانية لتطوير حفازات متقدمة للتطبيقات البتروكيماوية ومعهد كاليفورنيا للتقنية (كالتك) وذلك في إطار سعي المركز للتميز في أبحاث الكيماويات. ويواصل المركز تنفيذ مشروع البحث المشترك مع شركة (UOP) التابعة لشركة هانويل العالمية لتطوير تقنية بديلة ذات جدوى فنية واقتصادية لإنتاج العطريات من لقائم متوفرة محلياً. ولقد وصل التطوير إلى المرحلة التجريبية قبل الانتقال إلى الاختبار الصناعي. يشار إلى أن العطريات تستخدم كمواد أساسية في تصنيع العديد من المشتقات الكيماوية المهمة مثل اللدائن والستايرين وألياف البولي استر التي تدخل في صناعة مواد التغليف والأنسجة. كما يقوم المركز بتطوير اضافات حفزية تستخدم لتعزيز إنتاجية المواد البتروكيماوية من زيت الوقود منخفض الجودة والقيمة.وتهدف الندوة، التي تعقد سنوياً بالتعاون مع معهد البترول الياباني ومركز التعاون البترولي الياباني، إلى إطلاع الأساتذة والباحثين والمهندسين والطلاب المهتمين على أحدث دراسات تطوير وتصميم وتطبيق الحفازات. كما تسهم في توطيد العلاقة بين الجامعة والقطاع الصناعي في المملكة وتعزيز القدرات العلمية والعملية لجميع المشاركين.وتتضمن الورشة 18 التي تستمر لمدة يومين ورقة علمية تناقش رفع كفاءة البنزين والديزل، الحفازات عالية الأداء، الاستفادة من ثاني أكسيد الكربون، وابتكار حفازات جديدة.ويتحدث في الورشة خبراء من جامعة الملك فهد وأرامكو السعودية ومن اليابان وإسبانيا والتشيك، كما يشارك أكثر من 100 مشارك من قطاع صناعة البتروكيماويات ومن الجامعات. ![image 0](http://m.salyaum.com/media/upload/73d974f0b547cc8b90aac4453f3d1808_27.jpg)د. السلطان ووفد المعهد الياباني البترولي خلال فعاليات الورشة