سجدي الروقي

«الكدادة» يا هيئة الطيران

لاشك أن المطارات هي بوابات المدن ومنها يلج ويخرج كل زائر وترسخ فى مخيلته نوعية الخدمة وروعة المكان وقد يحكم على شعب كامل من خلال موظف الجوازات ومسؤولي الصالات، وحتى عامل حمل الحقائب وسائق سيارة الاجرة، ونتجاوز الصفوف لنصل الى سائقي سيارات الاجرة ومعهم الخصوصي "الكدادة". وهُم عادة من محدودي الدخل ان لم يكونوا من "معدومي الدخل" أجبرتهم الظروف على العمل الشريف لكسب قوت يومهم ويفتقدون الى السلاسة فى التعامل وينقلون الزوار بشكل فوضوي وسيارات مهترئة ومتسخة، وضعف فى اللغة.وما قامت به هيئة الطيران المدني مؤخراً من تقنين وتنظيم لعملية سيارات الاجرة فى المطارات واعطاء تصاريح لشركات ومؤسسات متخصصة فى النقل أمر معقول وطبيعي لوقف حالة الفوضى العارمة وبالفعل قامت الهيئة بإعلام سائقي سيارات الأجرة السعوديين بمنع تجديد رخص الخدمة الخاصة بهم للعمل كوسائط نقل من المطارات الدولية بالسعودية.ولو أن الهيئة اعتمدت على الانذار شفويا منذ نحو ١١ شهرا بنيتها عدم تجديد تراخيصهم، إلا أن السائقين لم يخطروا بشكل رسمي الى الآن، و هو ما أتى كمفاجأة للبعض.يقدر عدد سائقي الأجرة المتأثرين بالقرار حوالي ١٥٠٠ سائق وما يعادلها من الاسر التى ستتضرر بشكل او بآخر من توقف الدخل، وإيجاد أعمال جديدة سيشكل تحديا لهم. وزيادة أعداد البطالة. وليت الهيئة الزمت الشركات والمؤسسات بتوظيفهم كشرط لترسية العقود بعد إعطائهم دورات تثقيفية فى التعامل مع الغير ورواتب معقولة وتحديد نسب معينة للسعودة بها، فالمحافظة على المجتمعات وارزاق العباد أولى من المحافظة على المطارات وروادها، والله المستعان.