د. فائز بن سعد الشهري

التحدي والتأمين المهني

نشر بصحيفة المدينة قبل أيام خبر قضية المقيم الذي يعمل في البلاد بشهادة هندسية مزورة، وان المهندس السعودي سعود الدلبحي غرد قائلا: «أحد المهندسين المزورين للشهادة تسبب في تعثر وسحب مشاريع وإفلاس مقاولين لأكثر من 25 عاماً، كما أنه لا يقرأ ولا يكتب»، ورد رئيس الهيئة السعودية للمهندسين المهندس حمد الشقاوي بتغريدات أكد فيها صحة ما ذكره المهندس الدلبحي، وقال: «تم إبلاغ جميع الجهات، وقد زارنا المذكور في الهيئة وذكر بالحرف بأنه يتحدى كائنا من كان في أن يعاقبه على جريمته». وأوضح «أن عقوبة المزور السجن سنتين والتشهير، مطالباً بوجوب تطبيق العقوبة على كل مهندس مزور لشهادته»، وأضاف «إذا لم يتم تطبيق عقوبة المزور على من يزور شهادة هندسية سيستمر مسلسل التزوير». وأردف قائلا: «لا بد من أن تتحرك الجهات المعنية بضربه بيد من حديد ليكون عبرة لمن لا يعتبر». وأكد «إبلاغ مدير الأمن العام عن ما جرى قبل حوالي ٦ أشهر ولم يردنا أي جواب».كذلك نشر بصحيفة الحياة خبر توعد وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور محمد العيسى بمعاقبة «طالبي الشفاعة» من أصحاب المناصب وذوي الهيئات كافة، الذين يخاطبون قضاة المحاكم لتغيير أحكامهم عبر إحالتهم إلى القضاء. وأكد أن المحاكمة ستكون مصير «كل من يحاول تجاوز حصن القضاء الشرعي، ويحاول انتهاكه، كائناً من كان». وان أمر وزير العدل جاء بعد أن رفع رئيس إحدى المحاكم شكوى مذيّلة بطلب التوجيه، أوضح من خلالها تعرض القضاة إلى «الحرج» جراء «تدخل بعض ذوي الهيئات وأصحاب المناصب بالشفاعة في الدعاوى المنظورة لدى المحاكم، على رغم تنبيه القضاة بأن الشفاعة تُعد بمثابة مخالفة لنظام الإجراءات الجزائية وموجبة للعقوبة»، مؤكداً في خطابه أن «أصحاب المناصب وذوي الهيئات يذكرون في شفاعتهم أنهم يرغبون في معرفة المشفوع له بتقدمهم للشفاعة، ولا مانع من الحكم بما يشاء القاضي».ويتضح في الخبرين ان هناك حراكا تنمويا يكشف نقاط القوة والضعف والتحديات بمراحل التنمية، وأيضاً يوجد أجهزة ونظام قضائي يواجه الفساد بأنواعه، بالإضافة إلى معاقبة «طالبي الشفاعة» من أصحاب المناصب وذوي الهيئات كافة، الذين يخاطبون قضاة المحاكم لتغيير أحكامهم عبر إحالتهم إلى القضاء. وكل ذلك آليات تنفيذ واضحة للرؤية التنموية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي قال في حفل افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى «من هذا المكان أقول لكم من حقكم علي أن أضرب بالعدل هامة الجور والظلم وأن أسعى إلى التصدي لدوري مع المسؤولية تجاه ديني ثم وطني وتجاهكم, وأن أدفع بكل قدرة يمدني بها الخالق جل جلاله كل أمر فيه مساس بسيادة وطني ووحدته وأمنه, واضعا نصب عيني الأمانة التي حملني إياها العزيز القدير». ومع ما نلاحظ من جهود جبارة من وزارة التجارة لتنفيذ اهداف خطط التنمية الوطنية ومنها مواجهة الغش التجاري ومحاربة الممارسات الاحتكارية والمعاقبة والتشهير بمحرري الشيكات بدون رصيد، وكذلك الجهود الخيرة المستمرة من الهيئة السعودية للمهندسين التي تعمل تحت إشراف وزارة التجارة في مواجهة التلاعب والتزوير في الشهادات الهندسية فلا شك سيتم محاصرة وعلاج قضايا التزوير.وأخيراً وليس آخراً مع الجهود الخيرة للهيئة السعودية للمهندسين في مواجهة تحديات التنمية لإيجاد بيئة عمرانية متوازنة ومستدامة، تبرز أهمية التأمين المهني على الاستشارات الهندسية، والتوثيق والمزيد من التثقيف بالقضايا ذات العلاقة بممارسة المهنة الهندسية وأثرها في الاقتصاد الوطني والتنمية الشاملة.