كلمة اليوم

المملكة.. سجل التاريخ المشرق

بعد استقباله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، نوه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمساهمة المملكة في الحفاظ على السلم الدولي، وتبرعاتها الإنسانية للاجئين والمحتاجين وضحايا الأمراض والفقر.وفي الواقع فإن المملكة هي في مقدمة الدول التي ترسي سياسة السلام والامتناع عن التدخل في شئون الدول المستقلة، وهي سباقة لمعالجة الأزمات والمشاكل والاضطرابات بين الدول، كما هي سباقة في تقديم العون والمساعدات للشعوب المحتاجة وضحايا الحروب والنزاعات والأمراض والفقر. وسجلات التاريخ تشهد على أن المملكة ومنذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وهي تعمل بالقول والفعل، على إرساء السلام والمودة بين الشعوب والدول، وتحث المجتمع الدولي على المبادرة إلى التعاون على البر والتقوى وتحذر من سلوكيات الاثم والعدوان، التزاماً برسالة الإسلام الخالدة التي تبذر الخير بين الناس ورسولها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء رحمة للعالمين وهدى للناس أجمعين.والدليل أن مساعدات المملكة ومساهماتها وصلت تقريباً كل الدول والشعوب، فالشعوب التي لم تتلق مساعدات اغاثية سعودية، تلقت مساهمات سعودية في دعم البحوث ومراكز الدراسات.وسجل التاريخ بأحرف من نور وفخر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو أول زعيم في التاريخ ينجح في عقد حوار موسع بين أتباع أغلب الديانات والعقائد في العالم، ويتيح لهم فرصة الجلوس معاً والتعارف ومناقشة المشترك الخير وأعمال البر التي تنفع الناس، بدلاً من تكريس الجهود والطاقات لإشاعة الكره والبغضاء والحروب والفرقة.كما أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو أول زعيم في التاريخ ينجح في جمع أغلب زعماء العالم في مقر الأمم المتحدة (أواخر عام 2008)، ليعقدوا مؤتمراً عالمياً يدعمون فيه نهج الحوار بين الحضارات وبين الأمم وبين الشعوب.هذه إنجازات المملكة في سبيل استقرار السلم الدولي والإقليمي، وهي انجازات مميزة واستثنائية، ولو أن جميع حكومات العالم التزمت النهج الحكيم الذي تلتزمه المملكة في علاقاتها الخارجية لاختفت الحروب من الخريطة العالمية ولحل التعاون بدلا من النزاع والسلام بدلا من الحرب، ولما عانى أي إنسان من فقر أو مشقة أو تهميش أو عدوان.ولهذه الانجازات أصبحت للمملكة شخصية فريدة ومميزة بين صناع القرار السياسي في العالم، فالمملكة تنهج الحكمة والتريث في معالجاتها للأزمات والخلافات مع الآخرين، ولا تعتدي ولكنها لا تقبل العدوان أو التدخل في شئونها، ويكون ردها حازماً قاضياً في حال تجرأ كائن من كان على المساس باستقلالها وشئونها الداخلية ومصالحها. ومثلما تعمل المملكة على صون البلاد واستقلالها وحماية مكتسباتها، فهي أيضاً تسعى إلى تحقيق العدالة والاستقلال لكافة الشعوب في العالم، لهذا تعمل جاهدة على مساندة الشعب الفلسطيني الذي يواجه ظلماً دولياً غير مسبوق، ويكابد عدواناً اسرائيلياً يومياً بلا حدود وتعنتاً بلا منطق وصمتاً دولياً مريباً يدعي صون حقوق الإنسان ويصمت عن الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. كما وقفت المملكة بجد وبقوة مع الشعب السوري الذي يواجه عدواناً طائفياً شرساً واحتلالاً إيرانيا سافراً للأرض والكرامة السوريتين، مثلما وقفت المملكة مع كل قضية عادلة وكل محتاج وكل متألم في العالم، مما يجعل سجلها الدولي مشرقاً وفخراً لكل مواطن سعودي وعربي.