خالد الشريدة

ما الذي نريده من الوزراء الجدد؟

تجديد الدورة الدموية لجهاز الحكومة أمر مطلوب وضروري خاصة حين نرى وجوها جديدة وشابة تمنح الطاقم الوزاري طاقة متنوعة ومتجددة تمزج الخبرة بالحيوية، وتنتقل بالأداء الى مستوى أعلى من الطموحات، لأن الوزارات ليست أجهزة تنفيذية وحسب وإنما بها جوانب فكرية تخطط وتبدع وتطرح المشروعات وتتابعها بما يجعلها مؤهلة لأن تكون إضافة نوعية وكمية للتنمية وتيسير الخدمات للمواطنين وبالتالي تطور ونمو الوطن.الوزارة ليست تشريفا وإنما تكليف من القيادة ومن الوطن والمواطنين، وهناك مسئوليات يجب على جميع الوزراء تحملها وهي التي تحدد كفاءتهم وتصلح معيارا وقياسا لإنجازهم. فنحن لا نرغب في صور ذهنية مثالية عن هذا الوزير أو ذاك وإنما عما يقدمه ويفعله لمجتمعه ووطنه، فان تكون وزيرا ليس ميزة وإنما مسئولية، فكرسي الوزارة اليوم لك وغدا لغيرك، وإنما يبقى الذكر الجميل بما تحقق، وليس لدينا كمواطنين غير الإنجاز الحقيقي على أرض الواقع معيارا لنجاح الوزير، وليس تلك الصور التي نراها في الصحف أو التلفزيون .أمام جميع الوزراء مسئوليات ضخمة في التنمية ورفاهية وخدمة المواطنين، ونأمل أن يكون الوزير صديقا للإعلام فيما يعكسه من منجزات وليس لمجرد الظهور . إنجاز أي وزير - كما ذكرت - مرتبط بأرض الواقع، الجميع يذكر إنجازات الدكتور غازي القصيبي - يرحمه الله - حينما كان وزير الصناعة والكهرباء وايضا حينما كان وزيرا للصحة .الجميع يتذكر هذه الانجازات حتى بعد رحيله، واليوم على نفس الخطى يسير الدكتور توفيق الربيعة، فأي وزير يمثل نفسه حين يقوم بأداء مهامه الوزارية على الوجه الأكمل .وزير التجارة والصناعة قام بدوره بصورة لافتة ومثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالأسواق والاستهلاك وضبط السوق، ذلك أمر نطلبه على قياس الوزارات الأخرى، عندما يريد وزير الصحة النجاح يجب عليه ألا يفكر في مؤتمر هنا أو هناك أو قضية تافهة تثار في مستشفى أو مركز صحي، بل يجب عليه إيجاد حلول سريعة في مشكلة قوائم الانتظار الطويلة والأخطاء الطبية التي يتم التحقيق فيها بلا شفافية، والتعيين بشهادات مزورة، وضعف تأهيل كوادرنا الطبية والصحية الوطنية . نطمح معه الى مزيد من المؤسسات والمرافق الصحية عالية الكفاءة والاستيعاب، ذلك فقط إن تم تحقيقه سوف يترك أثره البالغ في نفوس الجميع .نطلب من وزير الثقافة والإعلام تطويرا للممارسة الصحفية والإعلامية الاحترافية والمهنية، وأن ينطلق إعلامنا الى فضاء العالمية، ويصبح أكثر تأثيرا بين الفضائيات الأخرى . وأن يضع حدا لقضايا الثقافة والأدب في مجالس إدارات الأندية الأدبية التي تشهد صراعات لا تليق بالنخب الثقافية، فيضعف الفعل الثقافي وتضيع الأجيال في زحمة تناطح أساطين الثقافة والأدب ضائعة وتائهة لا تجد من يكتشفها أو يشجعها أو يدعمها، في وقت تترك فيه الوزارة مصيرهم للأندية والجمعيات .وزير الشؤون الاجتماعية أمامه تحديات تتعلق بتطوير الجمعيات الخيرية والانتقال بها الى نظم الإدارة العلمية، وتغطية احتياجات محدودي الدخل والشرائح الضعيفة فهو يسد ثغرة مهمة في نسيجنا الاجتماعي الذي يحتاج الى تعزيز قيم التكافل . ولا تقل تحديات وزير الزراعة عن غيره في تطوير القطاع الزراعي وتحقيق أمننا الغذائي سواء محليا أو خارجيا، وغيرهم من بقية الوزراء الذين يعملون في خضم رؤية وطنية كبيرة تتكامل فيها أدوارهم من أجل مواصلة مسيرة التنمية والعطاء بشفافية وإنجاز فعلي وحقيقي نتوقعه ولا نقبل بأقل من النجاح والتميز التنفيذي الذي يطور مستويات الحياة والتنمية في بلادنا .