د.عبدالرحمن الربيعة

دور مؤسسات المجتمع المدني

تسعى دول العالم بكل حرص للتطور بصورة مستمرة حتى وإن كانت في موقع متقدم صناعياً وعمرانياً واجتماعياً فهي ترغب في الاستمرار في هذا الموقع المتقدم وعدم التأخر أو الوقوف على نفس المستوى مما يعني انها تراجعت عن التطور والتقدم، وهذا الطموح للتنمية بلا شك أمر جميل ويعبر عن حسن التفكير والتخطيط للدولة.إن التطور في الدول يأتي من خلال الإدارات الحكومية وبمشاركة مؤسسات المجتمع المدني ليتحقق تكامل بين الجهتين الرسمية والشعبية اللتين تعبران عن وجهتي نظر قد تكونان متطابقة أو مختلفة أحياناً وذلك للوصول إلى أحسن الأفكار والحلول والمشاريع التي تطور وتنمي البلد بطريقة صحيحة وفاعلة سواءً في المجال العمراني أو الصناعي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيرها... لذا فإن دور مؤسسات المجتمع المدني في الدول المتقدمة يأخذ حيّـزا كبيرا من الاهتمام وتحمل المسئولية معاً، ولهذه المؤسسات دور حقيقي في إتخاذ القرارات الرسمية التي تخص التخطيط والتنمية والمشاريع العمرانية والاجتماعية، لذلك نشاهد بكل وضوح أن الإنجازات التنموية التي تحصل في دول العالم المتقدم جيدة وملموسة وتتماشى مع حاجة المواطنين وحياتهم اليومية وتأخذ بالاعتبار مستقبل الأجيال القادمة في كافة الاعتبارات سواء التعليمية أو الصحية أو البيئية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها.إن دور مؤسسات المجتمع المدني في بلادنا العزيزة غير فاعل وليس ذا قيمة حقيقية حتى الآن لدى أغلب المسئولين الحكوميين على مختلف مستوياتهم الرسمية، حيث لايزال الدور والاعتبار الفعلي في التخطيط والقرار يرجع للإدارات الحكومية، وهذا الأمر حقيقة مشاهدة من خلال ملاحظة العدد المحدود جداً لمؤسسات المجتمع المدني خصوصاً عندما نبتعد عن المجال الخيري والتعاون الاجتماعي، ونتيجة لهذا القصور تتكرر العديد من الأخطاء المهنية في المشاريع أو البرامج التنموية في مختلف المناطق مما يتسبب بهدر للمال العام وعدم توفير متطلبات المواطنين بالصورة الصحيحة، لذا فإن توسيع وإبراز واحترام مؤسسات المجتمع المدني ودورها التطويري في الدولة يعتبر أمرا مهما وحتميا يجب الأخذ به وتطبيقه بصورة سريعة ضمن خطة جادة من الحكومة مشكـورة لتحقيق الفائدة المرجوة لوطننا العزيز... وإلى الأمام يا بلادي.