نجيب الزامل

الرواد

عبدالرزاق بن علي التركي ليس رجلا عاديا، ولا يرضى أن يحسب من الناس العاديين .. أبدا.عبدالرزاق التركي طاقة من العمل، وفوران من الذكاء، وهو جسور في الصدع برأيه أمام شخص مهما كان، وأمام مجموعات من الناس مهما كانوا، لما سألته يوما عن شجاعته في الجهر بالرأي والقوة في الصوت المساند لقوة الرأي أجابني بلزمته التي يبدأ بها جُمَلِه "شوف ياخوي" : "شوف يا خوي أنا رجلٌ أعمى، وأنك لا تخجل إلا من الذي تراه، أو من الذين تراهم، عدم الخجل هذا بسبب أني لا أرى، فأصدع بالقولِ.. ولا أبالي".لكني لا أصدق عبدالرزاق في رأيه هذا، واعتبره من المِلَحِ والطرائف التي لا تغادر ذهنه اليقظ وبداهته الحاضرة، فهي شجاعة بلا جدال أيا كان السبب .عبدالرزاق التركي يمتاز بالعمل التطوعي النوعي، والفكري القيادي، فهو من أول المساندين لما يسمى بالانجليزية التوست ماستر، أو مسابقات القدرة الخطابية والبعض يحب أن يسميها فن الخطابة. وهذا النوع من المسابقات من أكثر النشاطات جهدا عقليا، فعلى المتسابق أن يقنع الناس - والأهم المحكمين - تارة بالمنطق في خمس دقائق، أو يضحكهم في ذات الدقائق الخمس . نعم المنتج الرئيس القدرة الخطابية مع الارتداد الذهني السريع، والمنتج الجانبي هنا وهو في أهمية المنتج الرئيس بناء الشخصية القيادية التي أهم صفاتها الثبات أمام الجمهور وزرع قناعاته في عقولهم وقلوبهم.ومآثر عبدالرزاق من هذا النوع كثيرة وإنما أعطيتكم مثالا يوضح طبيعة عمله الاجتماعي التطوعي.ولا يسع المقال ان أضيف المزيد، ولا أُنهي دون ذكر شيء مهم؛ لما طلبت منه سيرته أعطاني مجلدا كاملا، ولما تدخل مكتبه الواسع لن تعرف لون الجدران من كثرة شهادات العلم والتقدير من جهات داخلية وعالمية.