خالد الشريدة

ما نحتاجه الآن فقط العزيمة

أكثر المتفائلين باستبدال كابوس السكن الى حلم لن يصل به مستوى التفاؤل الى الحد الذي يضع أزمة المساكن في طريق الحل المستحيل، وذلك مبرر بالأداء البطيء لوزارة الإسكان وعمل المطورين العقاريين في مشروعات تستهدف الميسورين وليس متوسطي ومحدودي الدخل وهي الشرائح الأكثر أهمية في الإطار السكني وتحتاج الى المسكن المناسب وسريعا.لا تزال وزارة الإسكان تراوح مكانها في دراسة المشروعات والتعامل البيروقراطي مع الأراضي الممنوحة لها، وهي تكفي لإنشاء وإطلاق مشروعات تكفي لسكن كل مواطن في أي بيئة سكنية يختارها، ومؤخرا أعلنت الوزارة أنها تعمل على ما يقارب 160 مشروعا ما بين تنفيذ وتصميم يجري العمل عليها حاليا، فيما أكد وزير الإسكان شويش الضويحي أن الوزارة ستواصل عملها وخطواتها، لتمكين المواطن من السكن المناسب.وهنا نظل نستعيد ونكرر ذات الأسئلة التي تتجاهلها الوزارة والوزير عمدا، ما الذي تحقق فعليا؟ وكم مواطن سكن في مسكنه منذ العام 2011م؟ هل هناك نقص في تمويل المشروعات الإسكانية الجاري تنفيذها حاليا؟ مع العلم أن التمويل بلغ أكثر من 21 مليار ريال، وكيف تتصرف الوزارة مع معطيات النمو السكاني، إذ إننا بحسبة بسيطة يمكن أن نصل لأرقام المستحقين خلال الثلاث سنوات الماضية فيما لا تزال الوزارة تدرس وتبحث والناس يزيدون، والمؤكد أن ما تحسبه وتحصيه الوزارة هذا العام يتغير عن العام السابق، فهل لديها رؤية واستراتيجية لذلك أم أنهم يدورون في حلقة مفرغة؟ لندخل بعد ذلك في دوامة قوائم الانتظار الطويلة وما أدراك ما قوائم الانتظار!!وزارة الإسكان تعمل منذ العام 2011 على بناء 500 ألف وحدة سكنية لم يبدأ في إنشاء أغلبها حتى الآن، فهل لدى الوزارة إجابة عن المدى الزمني للانتهاء منها؟ نتوقف بالوزارة عند هذا السؤال وانتقل بها الى منطقتنا الشرقية التي لديها فيها مساحات على طريقي المطار والرياض مسورة منذ سنوات على أنها مخصصة لمشاريع الإسكان، ومن يمر كل فترة بها يجدها على حالها ولم يتغير شيء أو تبدأ آليات البناء والتشييد عملها لاستيعاب مستحقي المنطقة.الواقع أننا نفاجأ بين فترة وأخرى بأنظمة جديدة تعلنها الوزارة وبعد كل إعلان نحتاج فترة حتى نفهم محتوى هذا النظام، أستغرب لماذا لا يتم الإعلان عن هذه القرارات والانظمة دفعة واحدة؟ مثال النقاط التي أعلنت عنها الوزارة لم تعلن متى فلان يستحق منزلا؟ وكم نقطة يحتاج حتى يحصل على هذا المنزل؟.والخلاصة أن مشروعات وزارة الإسكان في الشرقية تردد يا ليل ما أطولك، رغم أن المنطقة من المناطق الكبيرة والحيوية التي تشهد هجرات سكانية متزايدة ومعدلات النمو فيها مرتفعة، ومع ذلك تبطئ الوزارة في التقدم خطوة طوال هذه السنوات في إنشاء مشروعاتها بالمنطقة.ما نحتاجه الآن فقط العزيمة والإصرار وجميع الإمكانيات متوافرة والحمد لله، أتمنى أن يكون شغل الوزارة في الفترة القادمة هو الإنجاز في البناء أما الأمور الأخرى الإدارية فأقترح على الوزارة تكليف مكتب استشاري خبير في هذا الأمر يتولى أمرها، ويستغلون جميع الطاقات في بناء المساكن التي طال انتظارها، وفي الواقع لا نميل الى لوم الوزارة كثيرا، ولكنها لا تفعل شيئا إيجابيا يجعلنا نلامسه ويتحقق في واقعنا بحيث يسهم في توفير مساكن تؤوي المواطنين وتسهم في حل الأزمة، وذلك ببساطة لأن الوزارة أصبحت جزءا من الأزمة وليس الحل.* باحث اجتماعي