«رودد» تكشف عن «النّساء في التّراجم الإسلاميّة»
صدر حديثا عن دار «جداول» للنشر والترجمة في بيروت الطبعة الأولى لكتاب «النّساء في التّراجم الإسلاميّة» للباحثة الأمريكيّة «روث رودد»، من تعريب الدكتور عبدالله العسكر، أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود، وعضو مجلس الشورى.يقع الكتاب في 296 صفحة، وهو من حجم 21/14، تضمن دراسة طويلة عن تراجم النساء من أجل رصد الانطباع الذهني عن النساء في المجتمع الإسلامي، على مدار القرون السبعة الهجريّة الأولى، وذلك من خلال رؤى كُتاب مسلمين.تحاول الكاتبة «روث رودد» في هذا المؤلف أن تقدم التاريخ المعرفي للنساء المسلمات، وإسهاماتهن الفعالة في شتى أبواب المعرفة الدينية، وذلك من خلال رصد مهارات ومساهمات النساء المسلمات من صحابيات وراويات ومحدثات وفقيهات ومتصوفات وعالمات وغير ذلك.واعتمادا على ما جاء في كتب السير والتراجم والتاريخ عن المرأة المسلمة (ككتاب «الطبقات الكبرى» لابن سعد)، حاولت الكاتبة «روث رودد» تصوير حال النّساء وموقعهنّ في المجتمع الإسلامي، وبيَّنت أهمية المرأة المسلمة، ودورها سواء صحابيّة أو راوية أو فقيهة، إذ لم تكن المرأة المسلمة منعزلة عن المجتمع، بل كانت ممن يجالسن النبي عليه الصلاة والسلام، وقد أحصت الكاتبة ألفا ومائتي امرأة صحابيّة كنّ على تفاعل وتواصل مع الرّسول عليه الصلاة والسلام، وهو أمر مهم يؤكد مشاركة النساء في الحياة الفكرية والمعرفة الدينية.كما قدمت المؤلفة أسماء نماذج نسائية منهنّ «عمرة بنت عبدالرّحمن» الفقيهة، والّتي أُطلق عليها لقب «عالِمة»، و «حفصة بنت سيرين» الزّاهدة الفقيهة، و «عائشة بنت طلحة» الرّاوية للحديث، و «نفيسة بنت الحسن» الّتي يُقال إنها علّمت الإمام الشّافعي الأحاديث، وعرضت أيضا أسماء نساء صوفيات كن يشاركن في مجالس الذكر ويعقدن مجالس يحضرها الرجال...وتشير الكاتبة في هذا المؤلف إلى أمر آخر يتعلق بالنفوذ والدور السياسي الذي لعبته النسوة ولاسيما في العهد المملوكي والعثماني.هذا الكتاب الذي اعتمد في صياغته على كتب السير والتراجم والتاريخ، ليس مجرد كتاب تاريخ فقط بل هو كتاب غني في طرح إشكاليات مهمة تتصل بتأثير المرأة المسلمة في مجال المعارف الدينية، ويكشف العديد من الجوانب المتعلقة بالمرأة المسلمة وتفاعلها مع المجتمع.