القاهرة ـ د ب أ - الوكالات

الولايات المتحدة منزعجة من التغطية الاعلامية العربية للأحداث في العراق

صاح عراقي غاضب ذو شارب من الفلوجة وهو يلوح بقبضته مهددا أمام كاميرات تليفزيون الجزيرة الجنود الامريكيون يطلقون النار هنا وهناك في هذه المنطقة. في الوقت ذاته أجرت قناة فضائية منافسة أخرى هي قناة العربية مقابلة مع وزير الاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف تناولت تجاربه إبان الحرب والتي أكسبته شهرة واسعة في العالم بفضل العبارات التي كان يستخدمها في وصف وانتقاد القوات الامريكية. وفي نهاية هذه المقابلة، ربت الصحفي الذي أجراها على كتف الصحاف الذي فعل الشئ ذاته في إشارة تدل على روح الصداقة المتبادلة بينهما. بيد أنه في واشنطن، وحيث باتت التقارير التي ترد يوميا تقريبا عن مقتل جنود أمريكيين في العراق مشكلة، يبرز رد فعل يتسم بالحساسية الشديدة تجاه التغطية التلفزيونية على النمط العربي.ويعتقد العديد من المراقبين الاعلاميين العرب أن الانتقاد الامريكي للقنوات العربية الفضائية ليس سوى محاولة للحيلولة دون قيامها بالتغطية الموضوعية للموقف في العراق. وقال حسام زكي مسئول الاعلام بالجامعة العربية في القاهرة نشارك وولفويتز وجهات نظره. وأضاف على العكس، فإن القنوات الفضائية العربية تبذل كل جهد ممكن للقيام بالتغطية الموضوعية لما يحدث في العراق. وقال سيكون من المستحيل الطلب إلي الصحفيين العرب تناول الاحتلال والافتقار إلى الامن في العراق بطريقة إيجابية. وقال زكي بالطبع سوف يتخطى يعض الصحفيين العلامة المحددة لهم بعض الشيء بيد أن التقارير الاخبارية الامريكية لا تخلو هي الاخرى من المغالطات والاخطاء. وفي أعقاب جولة قام بها في العراق، رفض بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الامريكي المقترحات القائلة بأن التزايد المستمر في عدد القتلى من الجنود الامريكيين في العراق من شأنه أن يقلص التأييد للحرب داخل الولايات المتحدة، ومن ثم حول الرجل هجومه إلى وسائل الاعلام العربية التي اتهمها بالتحريض على العنف ضد قواتنا من خلال ما تبثه من تقارير مغلوطة ومتحيزة على حسب زعمه. كان وولفوويتز اتهم في مقابلة مع قناة /فوكس نيوز/ وسائل الاعلام العربية بإذاعة أخبار متحيزة جدا وكاذبة دون ان يقدم دليلا على اتهامه. وقال يجب على الحكومات التي تدعم القنوات العربية الفضائية التوقف عن ذلك وإدراك أن هذه ليست لعبة وأنها تعرض بذلك أرواح الجنود الامريكيين للخطر. كما يجب أن تدرك أن ما تبثه من تقارير مغرضة يؤدى إلي نشر الكراهية والعنف في العراق محاولا بذلك تحريض الجهات الرسمية العربية على منع وسائل الاعلام العربية نشر الممارسات الامريكية في العراق. وقال نائب وزير الدفاع الامريكي إنه على الرغم من أن واشنطن أجرت محادثات مع مالكي تلك القنوات، حيث طلبت منهم إبداء بعض التوازن في تغطياتهم الاخبارية، كما تحدثت إلى الحكومات التي تستضيف بلادها تلك القنوات، فإن هذه المساعي تكاد أن تكون عديمة الجدوى وهو الامر الذي يؤسف له.وقد أعربت قناة الجزيرة عن رفضها لاتهامات نائب وزير الدفاع الامريكي.وقال جهاد علي بلوط، مدير قناة الجزيرة التي تتخذ من قطر مقرا لها، في مقابلة مع صحيفة /الوطن/ القطرية إننا نرفض جميع المحاولات لممارسة ضغوط على الجزيرة أو للتشكيك في مصداقية القناة. وقال بلوط في محاولته تفنيد هذه المزاعم إن القوات الامريكية تعترض سبيل مراسلي الجزيرة الذين يعملون في العراق وتتحرش بهم. وكان مكتب الجزيرة في مدينة الرمادي، إحدى معاقل المقاومة ضد الاحتلال الامريكي، تعرض للاغلاق ثلاث مرات على يد القوات الامريكية. كما احتجزت القوات الامريكية بصورة مؤقتة مراسل الجزيرة في الموصل نوفل الشهباني. وكانت القوات الامريكية استهدفت بقصفها خلال الحرب مكتب قناة الجزيرة في بغداد مما أدى إلى مقتل طارق أيوب أحد مراسلي القناة العاملين بالمكتب. وعلى هذا فإن العلاقة السيئة بينها وواشنطن ليست بالامر المفاجئ وليست مثارا للدهشة. ومما يذكر أن هذه القناة زوبعة في واشنطن من خلال بثها تقارير حية عن الحرب في أفغانستان، وإذاعة الرسائل الصوتية المسجلة لاسامة بن لادن والتغطية الحية المثيرة للهجمات الامريكية البريطانية في العراق.ومما يزيد الموقف تعقيدا أن الادارة الامريكية تتوق بشدة إلي الاستفادة من النسبة المرتفعة لجمهور هذه القناة من المشاهدين حتى يمكنها أن تعرض وجهة نظرها على المشاهدين العرب. ولعل هذا هو السبب الذي دفع كل من مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الامريكي كولين باول إلي الموافقة على الظهور في مقابلتين أجرتهما القناة معهما.