التمريض والابداع المتجدد
يعتبر التمريض عنصرا اساسيا من عناصر الرعاية الصحية, حيث بدأت العناية التمريضية مع بداية البشرية ويحفل تاريخنا الاسلامي بالكثير من الصحابيات الجليلات في هذا المجال كأم عمارة وكعيبة بنت سعد ورفيدة الاسلمية.وتنبع اهمية مهنة التمريض من دورها الحيوي في الفريق الصحي ممثلة في 80% من اجمالي الرعاية الصحية المقدمة للمريض, وتشمل تخصصات عدة مثل الرعاية المركزة, رعاية مرض القلب, غسيل الكلى بالجودة النوعية في مكافحة العدوى والتدريب والتعليم المستمر وتنظم مسئوليات الهيئة التمريضية هيكل وظيفي يصنف العاملين فيها حسب مؤهلاتهم العلمية والعملية والتي تتطلب نوعا من التأهل الخاص والعلم الشامل بالانشطة التمريضية وادوات الاشراف ونظريات ادارة الجودة والكفاءة النوعية. وبرغم ما تمثله هذه المهنة من اهمية فان هناك نقص ملحوظ في القوى العاملة فيها, والتي تنفق الدولة على تطويرها ما مقداره 57.5 مليار ريال تم تخصصها لميزانية 2003م, كما ان الزيادة المتوقعة في عدد السكان بالمملكة لعام 2025م قد يصل الى 45 مليون نسمة ولا يتجاوز التوطين فيها نسبة 30% من القوى العاملة الاجمالية ويرجع هذا النقص الى عدة عوامل من اهمها النظرو الاجتماعية المتدنية لاصحاب هذه المهنة, ومكاسبها المادية وفرصها الوظيفية, وجود خيارات أمنية كثيرة لتعليم البنين والبنات بالاضافة الى ظروف العمل التمريضي ومقتضياته الوظيفية وتضاؤل الاهتمام بوسائل تنمية المهارات والتدريب والابتعاث. لذلك كان لابد من تنظيم حملات اعلامية لتوعية المجتمع بأهمية مهنة التمريض وتعميق مفهومها في اطار اسلامي واجتماعي, والقاء الضوء على ما تحتاجه لتفعيل دورها في خدمة المجتمع, والتحفيز على الاقبال على تعليم التمريض وتوطينه.يعد مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع لجامعة الملك فيصل أحد الصروح الطبية الرائدة في المملكة, حيث افتتح في 19 مايو 1981م وباشر العمل بكفاءة يشهد لها الجميع, فكان حجر الزاوية لتطوير كافة الخدمات الصحية بشكل فعال, بما في ذلك الهيئة التمريضية والتي تمثل 32% من اجمالي العاملين بالمستشفى ففي اطار نشاطها المتجدد والهادف الى رفع مستوى الصحة, والوصول الى رؤية مستقبلية شاملة للارتقاء بهذه المهنة الانسانية عملت على تقديم رعاية تمريضية شاملة للفرد والأسرة تبعا لمعايير وقوانين المهنة مع تطوير مناهجها واعادة هندستها وفق ما تقتضيه المصلحة العامة مع الالتزام بالمبادىء الدين الاسلامي وتقاليد المجتمع كما اهتمت بالجودة والنوعية والتحسين المستمرة وتكثيف مهارة العاملين عن طريق التدريب والابتعاث, وتعزيز المشاركة في الفعاليات والندوات, وتوجت هذه الجهود باستخدام التقنية الحديثة, والتأكد من توأمتها مع طبيعة العمل والنشاط التمريضي وتبلورت الجهود المبذولة عن انظمة تتصف بالتميز والابداع والعزيمة في التماس التقدم بخطوات قوية ثابته مما يؤكد بأننا نسير بعون الله ومن ثم بدعم ولاة الامر يحفظهم الله على الطريق الصحيح في اطار خطة وطنية شاملة.العنود احمد