صحيفة اليوم

التنمية البشرية الى أين(!!) (2)

عودا على بدء لمرحلة التنمية البشرية من العمر الطفولي الى الشبابي وهي مرحلة بداية الروضة مع الدراسة الاساسية حتى الثالثة عشرة من عمل الطفل ان كان في هذا العمر يسمى طفلا وهنا اجمع بين الذكر والانثى بمعنى الطفولة, حيث نبدأ تلقين الطفل الافكار عن المدرسة والدروس والفصل والمدرس والزملاء والمناهج. فلا يبدأ دخوله للروضة الا وقد نفخنا دماغه بكل الوصويا والوعود والحكايات عن المدرسة والانتظام والجد والاخلاص والمثابرة والخلق, ثم ندمجه مع وجوه لايعرفها ونبسط له الامور بانه بين اخوانه وآبائه المعلمين وهكذا يتعامل مع من في المدرسة حسب ارشادنا له وحسب مفاهيمنا نحن وحسب اختيارنا نحن لاهو بل نجبره كرها وبالضرب المبرح اذهب ولا تكسل اذهب لتكون ناجحا اجبر نفسك على هذا الجو الدراسي حتى تكون بطلا تنتهي السنة التمهيدية (الروضة) وقد خرج منها بحمل ثقيل عن الدراسة وهمومها والانتظام واحترام الآخرين مجبرا بل مصغرا, ثم تأتي الدراسة الاساسية ويحمل الطفل اطنانا من الورق (كتب ودفاتر) يحملها بكل جهده ليلقي بها على طاولة الدراسة ويتجمد امام المعلم ليستمع ويلقن تاريخ الجاهلية وشيء يسير من العبادات والدين وهكذا يقضي ست سنوات عجاف يلملم دفاتره كل عام يحملها للمدرسة ويعود بها للمنزل وعند التخرج من الابتدائية تسأله عن ماذا درست وماذا استفدت وانت على ابواب الاعدادية ليقول لك اعرف اقرأ القرآن واحفظ الاحاديث والتاريخ والجغرافيا تـسأله عن اللغات العربية او الاجنبية فلا يجيبك تسأله عن الرياضيات فلا يجيبك تسأله عن الحاسب فلا يجيبك.ثم ماذا بعد؟ ينتقل الى الاعدادية باضافة اطنان اخرى من الكتب المنمقة والمطبوعة والتي وقف على تأليفها اساتذه في علم الجغرافيا والتاريخ وهاتان المادتان رغم انها لاتفيد ان الطالب في الحياة المعاصرة وبامكان الجدات ان يحفظوها له منذ الصغر وتبقى حكايات قبل النوم ولو استبدلت بصناعة الحاسب والتقنيات البرمجية واللغات الاجنبية مع اللغة العربية الصحي والقرآن والسنة لاختصر الوقت والجهد والمستقبل لهذا الشاب او ا لشابة ولينتهي من الاعدادية وهو يقوم بكل اعمال التقنية الحاسوبية والهندسية والغلوية ولما تكدر في عدم فهم الآخرين حتى وهو كهل لانه لم يتعلم لغتهم منذ الصغر.وتبدأ المراهقة والاحساس بالرجولة لدى الطفل والنضوج عند الطفلة التي اصبحت شابة في مثل هذه السن وتبدأ حكايات الاحلام الخيالية فيتحسس الشاب افكاره لوحده ثم يعرضها على زملائه والآخرون يعرضون عليه احلامهم وكل ذلك بعيد عن الاهل فالاهل لايزالون يتعاملون مع الشاب في الخامسة عشرة على انه ذلك الطفل لابد ان يدرس وينام ويعود للدراسة فقط اي اهتمامات اخرى ممنوعة اي تفكير آخر ممنوع أي صداقات في غير الدراسة ممنوعة اي خروج ايام الدراسة ممنوع وتتزايد احلامه في صمت الا من زملائه ويجبر نفسه على الخضوع للتعليمات رغم انه رجل وليس طفلا.. صحيح ان هناك بعض العائلات التي تصارح ابناءها بان عليك ان تخرج تذهب تتحرك ولكن مع من؟ واين؟ وهو السؤال المهم والمفترض والطبيعي ان يذهب ان يخرج ان يلعب ولكن بحذر ومراقبة ومتابعة وتكايد على المعرفة لكل ما يدور في مخيلة الشاب وتوجهه التوجيه الصحيح وقبول افكاره ومناقشتها معه بتعقل وبدون تشنج وتحريك لما يفكر فيه بل استيعاب ودراسة وهدوء وشرح مفصل للأخطاء وايضاح للصواب.وللحديث بقية.