التصنيف المجتمعي
الحمد لله الذي يسّر توحيد هذه البلاد على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «يرحمه الله»، حيث شيّد أساس الحكم في الدولة على كتاب الله «عز وجل» وسُنّة نبيه المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وسعى «رحمه الله»، ومَن جاء من بعده من أبنائه على توحيد كلمة الشعب، وجعل المجتمع بمختلف شرائحه ومناطقه ضمن إطار المواطنة التي تشمل الجميع.إن الوحدة الاجتماعية والمواطنة الصادقة هما المحور الأساسي لقوة الدولة وسلامة مكوّناتها سواء الاقتصادية أو السياسية أو الشعبية، لذلك فإن بروز ظاهرة جديدة سيئة عند بعض الأشخاص في المجتمع السعودي الكريم من خلال تصنيف أبناء الوطن الأفاضل على فئات فكرية أو اجتماعية مختلفة أمر غير مقبول تمامًا ودخيل على نسيجنا الاجتماعي السعودي الأصيل الذي بنته قيادتنا الرشيدة على الوحدة والتكاتف وعدم التفرقة. لذا فإن هؤلاء القلة من الأفراد غير الصادقين في نواياهم والذين يشيعون الفرقة والتنافر بين أبناء الشعب السعودي عن طريق وسائل الإعلام ومنتديات التواصل الاجتماعي مع تصنيف المواطنين على أساس فكري أو اجتماعي، فإن هؤلاء القلة يُعتبرون معول هدم لنسيج الوطن الواحد، ويجب إيقافهم والحد من طروحاتهم غير المقبوله سواءً من جانب التشدد أو من جانب الانفتاح اللا أخلاقي المنبوذ، ففي الجانب الأول قسّموا المواطنين لعلماني وليبرالي ومتحررين، بل زادوا إلى إطلاق كفار أما الجانب الثاني فقسّموا الشعب لملتزمين ومتزمتين، بل زادوا بذلك التصنيف بإطلاق سلفي وإخوان مسلمين وجهاديين.ولا شك في أن كل هذه الانواع من تصنيف المجتمع الواحد وتقسيمه إلى فئات فكرية أو اجتماعية شيء خطير جدًا وذو مردود سلبي على بناء الوطن الواحد القوي الذي يتساوى فيه أبناء الشعب في الحقوق والواجبات، ولاشك في أن التباين الفكري والعلمي في حدود الإطار العام للدين والنظام شيء مقبول وطبيعي في أي مجتمع متقدم.إنه يجب الوقوف في وجه هذه الظاهرة السلبية الدخيلة علينا والتي استغلها بعض المغرضين سواءً من المغرر بهم من أبناء الوطن أو أشخاص من الخارج الذين يتسمُون بمختلف المسميات ليطرحوا هذه الأفكار السامة التي مزقت العديد من الدول والمجتمعات الأخرى، كما هو مشاهد عبر التاريخ وحتى الآن بأن أصبحت بعض الشعوب طوائف متصارعة لا يجمعها الدين ولا الوطنية ولا الوحدة الاجتماعية، وكل هذا لا نرضاه لوطننا العزيز «حفظه الله من كل مكروه».. وإلى الأمام يا بلادي.