د. فائز بن سعد الشهري

أقوال ملوك لتنمية مستدامة

«إنا لله وإنا إليه راجعون»، رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز نسأل الله ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته. رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز ففي أقواله وإنجازاته بفترة حكمه دروس في القيادة تستفيد منها الأجيال وتفتخر بها، فمن أقواله التي يسجلها التاريخ وتستفيد منها الأجيال «من نحن بدون المواطن السعودي» وهي المقولة التي قرر مجلس الوزراء اعتمادها كمنهج عمل لكل المؤسسات والأجهزة الحكومية في تعاملها مع جموع المواطنين. ومن أقواله أيضاً «ان العطاء يكون بالأفعال لذلك فإننا سنسعى بشكل جاد تجاه تنمية شاملة تتحقق معها بإذن الله آمالنا وطموحاتنا وذلك لا يكون إلا بحركة لا تعرف الوهن وتطور لا يقبل الجمود وكل ذلك لا يتحقق الا بمشاركة الجميع الموظف في عمله والمعلم والمعلمة في مدرستهما والعامل في مصنعه والفلاح في مزرعته وجنودنا البواسل في ساحاتهم وكل مواطن في مجاله». ومن أقواله أيضاً يرحمه الله «إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعا أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلباً وتورق أغصانه ظلاً يستظل به بعد الله، لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن»، وعشنا ونعيش إنشاء الجامعات بجميع مناطق المملكة، بالإضافة إلى برنامج الملك عبدالله للابتعاث والذي من خلاله يستطيع المواطن والمواطنة الدراسة بأرقى الجامعات بالعالم.ومن أقواله أيضاً يرحمه الله «إن الدولة لن تغفل مصلحة المواطنين بمشيئة الله تعالى، وسوف تستمر في العمل لتنويع قاعدة الاقتصاد، وتوسيع فرص العمل، وتطوير الإدارة وتنقيتها من الشوائب والتسيب، وهذا يحتاج إلى المشاركة الفاعلة بين المواطن والدولة اعتماداً على الله جل جلاله ثم على إرادة الأمة لإصلاح كل أمر إن شاء الله». وعشنا ونعيش مشاريع تنموية منها المدن الاقتصادية والصناعية والطبية والجامعية والرياضية وشبكة الطرق والتي لها أثر في تحقيق أهداف التنمية المتوازنة والمستدامة بالمساهمة في تنويع القاعدة الاقتصادية، وتوسيع قاعدة فرص العمل وتأهيل الكوادر البشرية والمشاركة في اتخاذ القرار ومكافحة الفساد. في أقوال وإنجازات الراحل يرحمه الله دروس أثرها يبقى في تفاعل الإنسان بالمكان وتتطلب الاستمرار بالعمل بإخلاص للتطوير والحفاظ على المنجزات، ومواجهة المتغيرات. وبعد رحيل الملك عبدالله يكمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مسيرة التنمية الشاملة بقوله «إنني، وقد شاء الله أن أحمل الأمانة العظمى، أتوجه إليه سبحانه مبتهلاً أن يمدني بعونه وتوفيقه، وأسأله أن يرينا الحق حقاً، وأن يرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وسنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وعلى أيدي أبنائه من بعده ـ رحمهم الله ـ، ولن نحيد عنه أبدا، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم».وأخير وليس آخراً من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله يشهد العالم دروسا في اللحمة بين القيادة والشعب، واستقرار مسيرة التنمية الشاملة، وفي رحيل الملك عبدالله نودعه بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، وندعو الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف في مسيرة الإنجازات والنماء بوطننا الغالي.