محمد ماهر - القدس المحتلة

عباس: لا مساومة على أموال الضرائب لوقف الانضمام للجنائية الدولية

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس المساومة على أموال الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل لمنع بلاده الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية. جاء ذلك في كلمة له خلال حفل افتتاح المقر الجديد لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، برام الله في الضفة الغربية، وافتتاح باقة قنوات فضائية فلسطينية. وحضر الحفل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، وعدد من الوزراء، وأعضاء القيادة الفلسطينية، وقادة الفصائل وشخصيات ومستشارين ومحافظين، وصحفيين. وقال عباس: «نحن ملتزمون بالمفاوضات السلمية، وإذا أردنا أن نقاوم.. نقاوم بالمقاومة السلمية، ونعرف أن الطرف الآخر (إسرائيل) ليس سهلا أن يقتنع بضرورة السلام». وأضاف: «قلنا في حال تم إفشال المشروع الفلسطيني بمجلس الأمن الدولي سنذهب إلى المؤسسات الدولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية، ثم قامت إسرائيل بعمل بلطجي بمنع الأموال التي تجمعها باسمنا، ويأخذون عليها نسبة مئوية، ويساوموننا عليها بالمحكمة الجنائية الدولية». وتابع قائلا: «لا يمكن أن نساوم عليها هذا حقنا، ولن نصمت، لدينا خطوات أخرى ستعرض على المجلس المركزي لمنظمة التحرير نهاية الشهر الحالي». وأوضح عباس أن إسرائيل منعت أموال الضرائب للشهر الثاني على التوالي، قائلا «علمنا أنها لن تصل الشهر القادم أيضا، سنصبر وسنذهب إلى كل الوكالات الدولية». وبحسب الموقع الالكتروني لصحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، فإن حكومة بنيامين نتنياهو، حجزت إيرادات الضرائب المستحقة للفلسطينيين، عن شهر يناير الماضي، والتي كان يفترض تسليمها الأحد الماضي. وبهذا تكون إسرائيل قد حجبت نحو 255 مليون دولار أمريكي من أموال الضرائب التي تجنيها نيابة عن الفلسطينيين، في إطار إجراء عقابي ردا على توقيع الرئيس الفلسطيني الشهر الماضي على 18 اتفاقية ومعاهدة دولية، في مقدمتها ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، مما أثار غضب الولايات المتحدة وإسرائيل، خشية أن تشرع السلطة الفلسطينية في ملاحقة مسؤولين إسرائيليين على خلفية جرائم ارتكبوها بحق فلسطينيين. وافتتح عباس إلى جانب مقر هيئة الإذاعة، قمر بال سات الفلسطيني، وفضائيتين فلسطينيتين هما «فلسطين 48» و«فلسطين الإخبارية». «بوابة القدس»على صعيد آخر، اقتحمت قوات الاحتلال فجر الأربعاء، خيام قرية «بوابة القدس» التي أقيمت في منطقة «خلة الراهب» الواقعة إلى الشرق من بلدة أبوديس جنوب القدس المحتلة.وقال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي ان اقتحام جيش الاحتلال لمخيم بوابة القدس المقام على اراضي ابو ديس المهددة بالمصادرة بقنابل الصوت والجرافات لن يكسر اصرار اهالي ابوديس والاغوار والمناطق البدوية على حماية ارضهم من اعتداءات المستوطنين.ووصف سلوك الجيش الاسرائيلي بالوحشي وانه يتكرر في محاولة لقمع المقاومة الشعبية المتصاعدة في مختلف انحاء فلسطين.وأوضح رئيس لجنة الدفاع عن عقارات بلدة أبو ديس المحامي بسام بحر أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ووحدته الخاصة اقتحموا قرية «بوابة القدس»، عند الساعة الثالثة فجرا، وحاصروها من كل الجهات، واعتدوا بالضرب على العديد من المتواجدين، وأجبروهم على مغادرة المنطقة، ثم شرعت جرافة بهدم خيام القرية. وأضاف بحر ان قوات الاحتلال ألقت القنابل الصوتية باتجاه الشبان، وخلال ذلك حصل اشتباكات وتدافع بالأيدي بين الطرفين.وكان العشرات من النشطاء الفلسطينيين والقوى الوطنية والإسلامية ومجلس محلي أبو ديس واللجان الشعبية واهالي البلدة قد أقاموا بعد عصر الثلاثاء قرية «بوابة القدس» رفضا للمخطط الاسرائيلي الرامي لتهجير البدو من مناطق سكنهم وتجميعم في مناطق محددة، تمهيدا لمصادرة الأراضي وتنفيذ المخطط الاستيطاني المعروف باسم «ي 1».وأكد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية هاني حلبية انه سيتم اعادة بناء قرية «بوابة القدس»، خلال ساعات اليوم. ولفت حلبية أن قوات الاحتلال تعمدت القاء القنابل الغازية لإجبار الشبان على مغادرة المنطقة.في نفس السياق اعتقلت قوات الاحتلال الاربعاء سبعة فتيه من الخليل إضافة إلى أربعة مقدسيين بينهم فتيان. وفي القدس اعتقلت شرطة الاحتلال مواطنين من بلدة سلوان، إضافة إلى الفتيين فيصل ابو الهوى، ومحمد الهوى من الطور. وأشار مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس أن جميعهم سيمثلون أمام محكمة الاحتلال الخميس. ومن بلدة سلوان أوضح مجدي العباسي من مركز معلومات وادي حلوة- سلوان ان قوات الاحتلال اعتقلت شابين عند الساعة 2 فجرا.تقسيم الأقصى وفي القدس اعتبرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات تصريحات وزير الإسكان الإسرائيلي «أوري أرئيل» للاذاعة العبرية بأن «العام الجاري سيشهد تمتع اليهود بممارسة حقوقهم الدينية والقومية في (جبل الهيكل) المسجد الأقصى المبارك»، إعلاناً صهيونيا رسمياً متطرفاً لتقسيم الأقصى وتهويده.وحذرت الهيئة من اقتراح عدد من الساسة وكبار الحاخامات ونشطاء مهتمين بحقوق اليهود في المسجد الأقصى، تدشين كنيس يهودي في الحرم القدسي الشريف، لكي يصلي فيه اليهود، كمقدمة لبناء الهيكل. وأكدت الهيئة في بيانها الاربعاء على عنجهية الاحتلال وتطرفه، ومواصلته سياسته التهويدية بحق القدس المحتلة ومقدساتها وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك، وما تصريحات وزير اسكان الاحتلال إلا إعلان متطرف بشكل جلي وعلني لمخطط وهدف «إسرائيل» الاكبر المترصد بالمسجد المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه. ومن جانبه دعا الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية الدكتور حنا عيسى المجتمع الدولي الى اهمية الالتفات السريع لقضية الاقصى المبارك وما يحاك ضده من مخططات تهويدية، والمساعي اليومية للاحتلال بوزرائه وجيشه ومتطرفيه لتهويد المسجد وطمس معالمه الاسلامية وصبغه بطابع يهودي بحت تمهيدا لتحويل لكنيس يهودي واقامة الهيكل بأسرع وقت ممكن. وفي السياق ذاته حذر عيسى من صمت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته المختلفة في ظل ما يجري في المسجد المبارك مؤخراً، منوهاً الى ان عدم اتخاذ اي اجراءات للجم «اسرائيل» وانتهاكاتها الجسيمة، أمر له دور اساسي في تمادي سلطات الاحتلال بانتهاك حرمة المسجد الاقصى والاعتداء اليومي عليه باقتحامه وتدنيسه، والاعلان عن تقسيمه بهذا الشكل العلني. ونددت الهيئة بتوعد وزير الاسكان بوجود «فيضان من اليهود سيقتحم المسجد لتكريس حقوقهم الدينية والوطنية»، محذرةً في الوقت ذاته من الإعدادات الجارية حاليا لتنظيم مسيرات يهودية حاشدة بغية تغيير الواقع في المسجد. كما واستنكرت الهيئة استغلال الاحزاب الصهيونية المسجد الاقصى المبارك في حملاتها الانتخابية للكنيست، ومغازلة الشارع اليهودي بمزيد من خطط التهويد والسيطرة.