د.عبدالرحمن الربيعة

الاستفادة من الأندية الرياضية

أقامت الدولة مشكورة أندية رياضية كثيرة في المدن الرئيسة والمحافظات في مختلف المناطق منذ أكثر من 30 سنة وتم تزويد هذه الأندية بتجهيزات حديثة مع إقامة مرافق مختلفة فيها مثل المسابح وصالات اللياقة البدنية والملاعب وغيرها إضافة إلى توظيف عدد من المدربين الذين يعملون في هذه الأندية بمهام مختلفة على مدار السنة. إن إقامة هذه المنشآت الرياضية سابقاً مع ما تم إقراره أخيراً من قبل الحكومة لتأسيس أندية رياضية جديدة، وكذلك بناء 11 مدينة رياضية جديدة عملاقة، يعتبر أمرا إيجابيا لتكون لدينا مرافق عامة ومنشآت حديثة توفر خدمات رياضية لأبناء الوطن. ومن الطبيعي أن ينفق عليها مليارات الريالات من خزينة الدولة، لكن السؤال الهام الذي تجب الإجابة عنه بكل صراحة ووضوح : «ما مدى الاستفادة من الأندية الرياضة؟» من قبل المواطنين خصوصاً أنها موجودة منذ سنوات طويلة وفي العديد من المدن والمحافظات، بل حتى القرى. فالتجربة واقعية وميدانية لا تحتاج إلى تنظير أو افتراضات أو كلام شفهي منمق لا يمت للواقع بصلة. إن الاجابة واضحة وجلية لكل متتبع لهذا الأمر بأن الفائدة من الأندية الرياضية من قبل شرائح المجتمع السعودي «محدودة جداً» بل تتناقص مع السنوات، ولا تتماشى الفائدة مع ما يصرف من ميزانيات مالية كبيرة جداً من المال العام للدولة على هذه المرافق وتشغيلها، ويكفي لتقتنع زيارة واحدة لأحد مباني الأندية في أي يوم وأي وقت لتشاهد عدم الاقبال من قبل المواطنين وعدم التشغيل الإيجابي للمرافق الموجودة في النادي.إن الوضع الحالي لادارة الأندية الرياضية وطريقة تشغيلها تجب إعادة النظر فيها بصوره كلية وجدية لكي يتحقق الهدف الذي أُنشئت هذه المرافق من أجله، خصوصاً أن الحكومة مشكورةً تنفق مبالغ مالية سنوية ضخمة جداً على هذه المنشآت التي أساساً الهدف منها تقديم خدمات رياضية وصحية وترفيهية للمواطنين وتكون الأندية مراكز اجتماعية لتأصيل روح الترابط والتواصل بين أبنائنا، بالاضافة إلى نشر الفكر الوطني والأخلاقي الصحيح الذي يعود على المجتمع السعودي الكريم بكل خير ومنفعة ... وإلى الأمام يا بلادي.