صحيفة اليوم

نجيب الزامل

ولما كنا نتناقش في مستشفى الملك فهد الجامعي مع عميد كلية الطب ومجموعة من كبار الأطباء في جلسة جميلة وأنموذج في العمل الفكري الخالص الجاد الذي يتعلق بما يسمونه بأخلاقيات المهنة، ويقصدون مهنة الطب. ودار نقاش رفيع في كيفية رفع المهنية المبدئية لدى الأطباء مع فن التواصل مع المريض.. وهم يريدون في ذلك هدفا مهما لأن يوضع ضمن المنهج التعليمي، حتى لا يكون التحصيل مجرد العمل الطبي بدون التواصل الإنساني..وقد اُستدعيت للمشاركة كرأي محايد وباعتباري "زبونا" حاضرا أو محتملا، وسألوني الرأي من وجهة النظر هذه. ورأيي أن المريض يحتاج إلى الثقة في طبيبه، وأن الناس يذهبون للطبيب الذي يرتاحون إليه، وقد يعني أحيانا اختيار الطبيب الأقل كفاءة..بل إننا نسمع عن الكثيرين الذين يقعون حتى مع المزيفين والدجالين بحكم دافع الثقة القوي هذا .. ورأيت أن الحل يكمن في وضع القنطرة المناسبة التي تربط الثقة بالمعرفة الطبية ..كأنني احتجت دليلا، وهذا ما حدث بالفعل! مرض أحد أقاربي وهو يحب أن يعرف ويستزيد، ولم أره قانعا هانئا مثل تواصله مع الطبيبين الممتازين في مستشفى الدمام المركزي الدكتور الجراح عباس القصاب والباطني الدكتور أحمد الفرج .. قدّرت فيهما هذه الروح العفوية، والأناة وهما صفتا الأطباء الإنسانيين..من يريد مثالا للواقع والمنهج.. أقدم هذين الطبيبين ..وبكل ثقة!