د. جاسم الياقـوت

سلمان الوفاء للوطن عنوان

إنها سُنة الحياة. الامس الجميل سيعقبه الغد الأجمل. الذي يدركه المؤمنون الراضون بقضاء الله وقدره. واليوم أثبتت مملكتنا أنها قيادة راسخة وثابتة. وفي كتائبها فرسان أشداء ورجال جاهزون وقادرون على تحمل المسؤوليات الوطنية بكفاءة واقتدار. وإذا قدر الله أن ترجل فارس في معترك مسيرة البناء الوطني المتواصل، فهناك من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يتدافعون لتلبية إشارة ولي الامر خدمة لدينهم وملِكهم ووطنهم. لقد تداعت الى ذهني تلك الفرحة التي عمت أنحاء بلادنا الغالية عندما تسلم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - مقاليد الحكم. وأنعم على أبناء الوطن بتلك القرارات الحكيمة التي بدأت السلاسة والهدوء والإجماع الوطني، التي تميزت بها كل التنظيمات والتغييرات الهيكلية في الدولة السعودية. وجاءت التعيينات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، تجسيداً حقيقياً لدقة معايير الاختيار في مواقع المسئولية العليا وتعبيراً صادقاً عن الإجماع الوطني على مباركة خيارات الملك سلمان.حيث أكدت هذه الرؤية الثاقبة والبعيدة أن متطلبات المرحلة ومقتضيات المصلحة العامة تحتاج وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. هذه المناصب القيادية تتطلب مواصفات وقدرات قيادية خاصة في مجالات التخطيط والتنظيم ورسم الاستراتيجيات والفهم العميق للسياسات والعلاقات الإقليمية والدولية. والانضباط والقدرة على المبادرة وإدارة الازمات. والملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - رجل التحديات والإنجازات وملك الوفاء والعطاء والحكمة. ونحن على يقين أن المملكة العربية السعودية حالة استثنائية تركزت على تلاحم لا مثيل له بين القيادة والشعب. ولقد أثبت الشعب أن كليهما أحرص من الآخر على الآخر، وهذا بيان لا يحتاج الى دليل. والواقع يقول إن الوطن شامخ بوفاء أبنائه والتفافهم حول ولاة الامر، وبذلهم الأرواح قبل الأموال فداء للوطن. وإن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وأيده -. رجل المرحلة وقائد الغد الذي أكرم شعبه بإصداره أوامره السامية الكريمة، التي لا تخرج عن استهدافه مصلحة الوطن والمواطن، وتحقيق العيش الرغيد له وتوفير الامن والأمان وبناء المستقبل المضيء لأجل الأجيال القادمة في وطن الإنسانية. إنه سلمان الوفاء للوطن عنوان. والملك سلمان - أيده الله - يؤسس مرحلة تنطلق من الثقة بالله والتوكل عليه، ثم تنظيم وحشد الجهود والعمل الجاد المخلص من خلال ما تهدف اليه الأوامر السامية الكريمة، لتحافظ وتصون النهضة العظيمة التي تحققت في جميع نواحي الحياة ولتعظيمها، والمضي قدماً لآفاق أوسع في التنمية البشرية والاجتماعية والسياسية والأمنية. هذا الحراك الذي نشهده اليوم (الذي كان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - في كل إنجاز يد كريمة وبصمة مخلصة) والذي عقدت الدولة العزم لاختزال الزمن لتحقيق أعلى المستويات من القوة والعزة بإذن الله يصب في مصلحة الوطن والمواطن. والحديث عن مناقب الوالد القائد سلمان بن عبدالعزيز تحتاج الى مجلدات لتدوين هذه الإنجازات والاعمال، التي ستظل خالدة يذكرها التاريخ وتتناقلها الأجيال. ومن منا لا يعرف سلمان بن عبدالعزيز منهجيته وملازمته ملوك المملكة، فهو يستحق أن يطلق عليه أمين سر ملوك المملكة العربية السعودية ومستشارهم لما يحمله من فكر، ورجاحة عقل، ودماثة خلق. وهو من جالسَ ورافق الملوك ولازمهم، وأخذ منهم وتعلم في مدارسهم، واحتذى منهم، جالس الملك المؤسس - يرحمه الله - واقتدى به وتعلم أسلوبه في الحكم والقيادة والفراسة. ولما يحمله من فكر إداري منفرد؛ نتاج ملازمته لأهل الفكر والرأي والمشورة وما يتمتع به من خبرة وحكمة وتاريخ حافل بالعطاءات النبيلة التي نلمحها في مدينة الرياض، فكان مهندس نهضتها حتى أصبحت في مصاف أرقى العواصم في العالم. وهذا ما نجده في سياسته المنهجية من أول لقاء مع القيادات الوزارية حينما قال: إن أسلوبه في العمل هو الصراحة والمكاشفة، ونهج واضح وبساطة في الأسلوب والتعامل وسياسة الباب المفتوح وحجم المسئولية. مؤكداً أنه بعد رجل حمل المسؤولية وأدارها على الوجه المطلوب بكل اقتدار بشهادة العالم أجمع، إنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله -. وقد ردد في جميع أحاديثه وقال: إنني سأنتهج خطاه إن شاء الله وأمشي عليها، وهي خير الدليل والمرجع لي ولكم لخدمة ديننا وبلادنا وشعبنا، وإنني أستعين بالله قبل كل شيء ثم بكم كأبناء أوفياء لهذا الوطن، وأن نستشعر الأمانة وأن نعمل جاهدين على نبذ الفرقة. ونسعى للتلاحم الوطني والتقارب والتآلف واجتماع الكلمة خلف القائد الموفق - أيده الله بنصره - ولنكن دائماً في حالة بناء لهذا الوطن، وفقك الله يا خادم الحرمين، وإن شاء الله نحن معك قلباً وقالباً من أجل هذه الأرض الطاهرة، فهنيئاً لنا بك مليكاً وقائداً لأنك أهل له. * خبير الشئون الإعلامية والعلاقات العامة