د.عبدالرحمن الربيعة

الحاجة إلى الخدمات العامة

تتنافس الدول المتقدمة في العالم على توفير الخدمات الجيدة للمواطنين والمقيمين والزوار، وذلك لأن تقدم المجتمع ينعكس من خلال مستوى وجودة الخدمات العامة المتوافرة للناس ومدى تطورها حيث يساعد ذلك على قيام تنمية مستدامة في الدولة ويوفر الرفاهية للمواطنين وهو الهدف المثالي الذي تسعى اليه الدول المتقدمة في العالم.ان الخدمات العامة في بلادنا العزيزة ينقصها العديد من الجوانب التطويرية بالاضافة الى عدم وجود بعض الخدمات التي تعتبر أساسية في الزمن الحالي، ومن الأمثلة على ذلك تطبيق استخدام عناوين المنازل أو المكاتب بصورة ميسرة وواضحة أو توفير النقل العام الجيد داخل المدن أو وجود خدمات ومحطات الوقود الراقية على الطرق السريعة وغيرها كثير مما يعرفه ويعاني منه المواطنون في حياتهم اليومية، خصوصا إذا أضيف لذلك الخدمات المتوافرة لانجاز المعاملات والاجراءات الحكومية التي يحتاجها المواطن أو المقيم في بلادنا الكريمة حيث يتطلب انهاء معاملة حكومية الخروج من العمل للذهاب شخصياً للادارة الحكومية مع احضار مجموعة من الوثائق ومن النادر أن تنتهي الاجراءات في نفس اليوم، ومن الطبيعي أن تستهلك هذه الأمور الجهد من الشخص المراجع مما يتسبب في ضياع الوقت وتقليل الانتاجية بالاضافه الى اعاقة التنمية التي تعتمد الان بصورة كبيرة على توفير وسهولة الخدمات العامة في الدولة.ان تقديم الخدمات الجيدة مطلب أساسي في بلادنا العزيزة لتكون لدينا تنمية مستدامة تشمل كافة الجوانب سواء الاقتصادية أو الصناعية أو العمرانية أو الاجتماعية وغيرها، لتغطي الخدمات كافة مناطق البلد دون تمايز في المستوى لتكون النهضة عامة والتطور شاملا يتمتع به أبناء الشعب جميعا. وسوف يمنع ذلك الهجرة التي نشاهدها الان من القرى الى المدن الكبرى التي أصبحت تتضخم بصورة غير صحيحة مما أثر على العديد من الجوانب الحياتية للمواطن بما في ذلك الجانب الاجتماعي، لذلك فنحن الان بحاجة ماسة لتطوير الخدمات العامة بصورة منظمة وشاملة. إلى الأمام يا بلادي.