صحيفة اليوم

كلمة اليوم

يشكك الكثير من المراقبين في مصداقية حكومة شارون لانها تقوم على فسيفساء من الطموحات والتحالفات والاهداف مما يعيق استجابتها لمتطلبات خطة الطريق.فبعد ان قطعت حكومة ابو مازن مشوارها الاهم باقناع الحركات الفلسطينية المقاومة بقبول الهدنة نرى ان شارون مازال يستخدم سياسة القتل والاعتقال فلا يمر يوم دون ان تغتال قوات شارون اعضاء من حركة حماس او الجهاد او كتائب الاقصى دون رادع حتى ن العديد من المحللين يضعون الهدنة على محك المواقع في ظل التوتر الحالي...من الاساس تقوم فلسفة الدولة الاسرائيلية على القوة المطلقة لازاحة من يقاوم احتلالها وهو خط استراتيجي نرى ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ بداية زرعها في وسط الشرق الاوسط.. نرى ان هذه الحكومات مارست تلك الاستراتيجية رغم مفاوضاتها مع العرب وأية دولة تقوم على فكر عنصري متمثل في تفوق الشعب الاسرائيلي ستبقى في هذا المربع دون ان تغادره وهذه التجربة لاشك تعرفها حكومة ابو مازن وتعرفها الفصائل الفلسطينية عبر سنين طويلة من الصراع مع الكيان الصهيوني والا بماذا نفسر حالات الاغتيال اليومية للنشطاء السياسيين الفلسطينيين رغم سريان مفعول الهدنة؟!ان ما تقوم به اسرائيل يهدف الى تفجير الهدنة واحداث فوضى داخل صفوف السلطة الفلسطينية والمقاومة مما يدفع حكومة ابومازن الى العجز والشلل السياسي مما يتيح الفرصة لحكومة شارون الى تنفيذ استراتيجيتها في الاستيطان وانشاء الجدار الامني وتهويد القدس والتضييق الاقتصادي على الشعب الفلسطيني.لانظن ان شارون سينجح في سياسته على المدى المنظور لان تاريخ الشعوب يبنى على التحرر ونبذ العنف والاستبداد والتعصب الديني وينشد التوق الى الحرية واذا اراد شارون الاستمرار في سياسته سوف يضاف اسمه الى اسماء بعض قادة اسرائيل المتعصبين والدمويين الذين دخلوا التاريخ بصفتهم كأرهابيين وقتلة.