السلامة المرورية
لقد تطرق الكثير من المختصين والصحفيين وكُتاب الرأي والإعلاميين بمختلف الوسائل لمشكلة الحوادث المرورية وكثرتها ومقدار ما تخسره المملكة من شعبها ومواردها المالية نتيجة هذه الحوادث، بالاضافة إلى الصعوبات الاجتماعية والأسرية بسبب فقدان العوائل لآبائهم أو أمهاتهم أو أبنائهم (ذكور وإناث) نتيجة الحوادث المرورية التي تتكرر يومياً في كافة مناطق المملكة على مدار سنوات طويلة مما يجعلها «مشكلة وطنية» يعاني منها الجميع. إن الفترة الزمنية الطويلة لوجود هذه المشكلة (الحوادث المرورية) تطرح سؤالا أساسيا ومهما وهو لماذا عدم التعامل بصورة جدية للقضاء على هذه المشكلة لتتحقق لدينا سلامة مرورية صحيحة يطمئن لها جميع أفراد الشعب، ونحفظ من خلالها الأنفس والمال ونقضي على تشرد الأسر نتيجة كثرة الوفيات وتلف الممتلكات الخاصة والعامة، خصوصاً أن الحكومة مشكورة استطاعت القضاء على مشاكل أخرى مثل الإرهاب بحيث أصبحت المملكة مثالا عالميا يُقتدى به في هذا المجال، كذلك استطاعت الحكومة مشكورة القضاء على البطالة لدى شباب الوطن بحيث أصبحت الوظائف متوفرة للجميع (ذكورا وإناثا) سواء بالقطاع العام أو الخاص، وهناك أمثلة أخرى كثيرة استطاعت الحكومة معالجتها وتصحيح وضعها بصورة جيدة ومستمرة.. لذلك ما السبب لعدم الجدية والسرعة في معالجة مشكلة وطنية تتمثل بالسلامة المرورية (حوادث السيارات) التي تقتل في بلادنا أكثر من عشرة آلاف شخص سنوياً وتستنزف موارد مالية وطنية تقدر بمليارات الريالات، خصوصاً أن عدم المعالجة تأتي رغم ما يُكتب ويُعلن ويُناقش عن وجود هذه المشكلة الوطنية منذ سنوات وهي مشاهدة من الجميع ولا تحتاج إلى تحليل أو دراسة؛ لأنها تتكرر يومياً في كل منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية.إن الحاجة ماسة والمطالبة قوية للحكومة الرشيدة بمختلف وزاراتها لأخذ خطوات جادة وسريعة لمعالجة كثرة الحوادث المرورية التي تمثل مشكلة حقيقية، حيث يتطلب الأمر وضع استراتيجية موحدة ضمن برنامج زمني محدد لكافة الجهات المعنية بالقضية ابتداء من وزارة الداخلية وانتهاء بوزارة التربية والتعليم، ليكون لدينا جيل واع ومحافظ على السلامة المرورية وفي نفس الوقت يكون لدينا قانون صارم ومتابعة دقيقة ومتواصلة بهدف تطبيق النظام المروري الصحيح......وإلى الأمام يا بلادي.