محمد بن علي- الدمام

أعلام العصر.. مانع الجهني رائد التطوع

ولد الدكتور مانع بن حماد بن محمد الجهني سنة 1363هـ في (بلي) بين العيص والعلا، وقد تزوج في مدينة الطائف، ثم انتقل إلى الرياض، والتحق بجامعة الملك سعود، وحصل على البكالوريوس باللغة الإنجليزية من الجامعة، ثم ابتُعث للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسة الماجستير والدكتوراة في جامعة (إنديانا)، وهناك بدأ نشاطه في تجميع الطلاب المسلمين للصلاة وإقامة الجمعة في مكان تم استئجاره، ثم تطور الأمر لإنشاء مركز إسلامي في (بلومنجتون)، صار مركزاً للدعوة الإسلامية ونشاط الطلاب المسلمين.وقد قضى تسع سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية، أسهم في تأسيس الكثير من المساجد والمراكز الإسلامية على مستوى الولايات المتحدة، وفي إنشاء (رابطة الشباب المسلم العربي) كفرع لاتحاد الطلاب المسلمين في أمريكا وكندا، وانتخب رئيساً لها والتف الطلاب حوله واتخذوه إماماً وشيخاً لهم، حيث يقول عن نفسه: «فجأة وجدت نفسي شيخاً أو مفتياً للديار الأمريكية رغم علمي القليل الذي درسته على يد مشايخي في المملكة عبدالرؤوف الحقاوي وعبدالله بن جبرين».ويقول الدكتور صالح الوهيبي: «لم يكن الدكتور مانع الجهني شخصية عادية، فمنذ كان طالباً في المراحل الأولى لدراسته الجامعية تبوأ حملاً ثقيلاً وأخذ على عاتقه القيام بواجبات الدعوة بين الطلاب المسلمين وخدمتهم، لقد كان شغوفاً بالعمل الإسلامي الذي ملك عليه حياته ووقته، فقد أحب هذا العمل وتفانى في خدمته وليس أدل على ذلك من أنه توفي وهو في طريقه لاجتماع مهم يخص العمل الدعوي والإسلامي»توفي الدكتور مانع حماد الجهني، الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، يوم الأحد 25/5/1425هـ عن 60 عاماً قضاها حافلة بالعطاء الدعوي والعمل الخيري.تقول زوجته الدكتورة هدى: «كان مانع ورعاً يخشى الله في كل صغيرة وكبيرة.. فقد كانت صلاة المسجد بالنسبة له أمراً أساسياً، لا تفوته حتى حين يكون مريضاً، كان حريصاً على الصلاة متى حان وقتها، فتراه يبحث عن مسجد في أي مكان يكون فيه ليؤدي صلاة الجماعة، حتى عند سفره إلى الخارج كان يصلي متى حانت الصلاة، سواء في مطار أو مجمع تجاري أو مستشفى، لا يعبأ بنظرات المارة، بل يشعر بالفخر لأنه يؤدي طاعة الله تعالى، وكان يقول لي: هم يعملون بالمنكرات علناً ولا يستحون، أفنستحي نحن من عبادة الله أمامهم؟ وكان أول ما يهتم به في السفر إذا نزل فندقاً أن يطلب إيقاظه لصلاة الفجر، كما كان حريصاً على قراءة القرآن الكريم وفهمه وقراءة التفسير، وإن ترجمته للقرآن مع أحد الإخوة الأمريكيين المسلمين لهو أكبر دليل على اهتمامه بكتاب الله».