د.عبدالرحمن الربيعة

التطور المجتمعي

الحمد لله الذي تفضّل على المملكة العربية السعودية بتحقيق نهضة وتطور في العديد من المجالات سواء العمرانية أو الصناعية أو الاقتصادية وغيرها، حيث شملت النهضة كافة مناطق المملكة وذلك خلال فترة قصيرة جداً في عمر الزمن، ما انعكس على راحة ورفاهية المواطن وأفراد أسرته الذين يشكل الشباب أغلبيتهم (ذكور وإناث).إن هذه النهضة في بلادنا الحبيبة شيء جميل ومفرح، ولكن ما يشاهد حالياً هو القصور في «التطور المجتمعي» الذي لا يزال الوطن يعاني من بعض أفراده نتيجة التخلف في العديد من التصرفات غير المقبولة، فنرى شخصا يفتح باب سيارته ويرمي المخلفات بالشارع وعندما يذهب للمجلس أو الاستراحة مع زملائه يقارن بين السعودية ودبي ويقول بلدنا مستحيل يتطور.. ونرى شخصا يقطع الإشارة أو يعكس السير أو يسير مسرعاً داخل الأحياء، وإذا رجع من إجازة خارج المملكة يقول لديهم نظام صارم ليس مثل بلدنا.. ونرى شخصا يحضر للدوام متأخراً ولا يبذل جهدا في عمله وإذا تكلم قال بلدنا ما فيه خدمات والإدارات الحكومية فوضى. هذه عينات بسيطة وغيرها كثير ممن يريدون أن يكون بلدنا أحسن بلد في العالم، ويطلبون التطور وهم أنفسهم الخلل ومنهم تنبع المشكلة، لذلك نقول لمثل هؤلاء الأشخاص عليك أن تغير فكرك وأسلوبك الخاطئ ومع الوقت سيتغير مجتمعك ويتطور للأحسن؛ لأن تصرفات الفرد تنعكس على الجماعة وبالتالي كسر ومخالفة النظام من شخص يؤثر على الجميع وقد يكون نواة لتشجيع الآخرين على عدم احترام القانون ومخالفة النظام.إن التطور المجتمعي يتطلب من كل المواطنين المشاركة الذاتية بذلك العمل ليتحقق بيد الجميع النظام والنظافة والخدمات وغيرها، بحيث يكون الجهد والبذل من الجميع لكي يستفيد منه الجميع على السواء دون تميز وبذلك نحقق الهدف المنشود الذي يسعى له أبناء الوطن المخلصون من وصول المملكة العربية السعودية إلى مستوى عالٍ من التطور والنهضة في كافة المجالات وفي جميع المناطق...وإلى الأمام يا بلادي.