صحيفة اليوم

تكثيف جهود الدعوة الإسلامية تكشف سماحة الإسلام وحقيقته

@ (اليوم) : ما التحديات التي تواجه المسلمين في اوروبا وبلجيكا بصفة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر؟- الدكتور بخاري : لا شك ان التحديات التي تواجه المسلمين تزايدت بعد احداث 11 سبتمبر وقبل هذه الاحداث كانت هناك مشكلات وتحديات موجودة لكن ليس بالصورة التي نعيشها الآن وتتمثل هذه التحديات في اتهام الدين الاسلامي بالارهاب والعنف وان المسلمين ارهابيون وغزاة للغرب وبالتالي تزايدت موجة العداء للوجود الاسلامي في الغرب وشهدنا كثيرا من المتعصبين المسيحيين الذين يطالبون بطرد المسلمين بالاضافة لهيمنة الاعلام الصهيوني على عقول الغرب وبثه للاكاذيب ضد المسلمين وتضخيمه للاحداث بشكل غير عادي لحضارتهم وان المسلمين يمثلون خطراً على الحضارة الغربية لهذا يجب القضاء عليهم، أيضاً يعمل الاعلام الصهيوني على تصوير الحكام المسلمين على انهم حكام مستبدون وشعوبهم شعوب متخلفة لهذا فهم غير امناء على ما لديهم من ثروات.بناء الشباب@ من وجهة نظرك كيف يمكن بناء الشباب المسلم بعيداً عن ثقافة العنف؟- لا بد من الاهتمام بشباب الامة لانهم هم عدة المستقبل وبالتالي يجب تربية هؤلاء الشباب على تعاليم الاسلام الصحيح وتحصينه دينياً واخلاقياً وثقافياً حتى لا يقع فريسة للافكار الهدامة وان التدين لدى الشباب لا بد ان يكون مرجعه إلى الكتاب والسنة حتى لا يكون وسيلة تغري بالتعصب والتشدد الذي يتنافى مع سماحة الاسلام.تغيير المناهج@ بعد احداث سبتمبر طالب بعض المسؤلين الامريكان بتغيير المناهج الدينية في البلدان الاسلامية بحجة ان هذه المناهج فيها تحريض على العنف ضد غير المسلمين فما تعليقك؟- اذا كان الأمر كذلك فيحق للمسلمين ايضاً ان يطالبوا بتغيير المناهج في امريكا وغيرها من الدول الغربية لوجود اشياء معادية للاسلام في مناهج التعليم الغربي دسها المستشرقون لبناء حاجز بين الاسلام وابناء الغرب. ولم يثبت في القرآن الكريم او السنة النبوية ان هناك نصوصاً تحرض المسلمين لكراهية المخالفين لهم في العقيدة بل ان كل النصوص التي وردت في حق ابناء العقائد الاخرى تدعو المسلمين لاحترام هؤلاء ومعاملتهم بالحسنى والتعايش معهم بسلام والنبي صلى الله عليه وسلم حذر أي مسلم ان يظلم أي شخص ليس بمسلم فقال صلى الله عليه وسلم: (من ظلم معاهداً او ذمياً فانا خصمه يوم القيامة). فاي سماحة واي حماية لحقوق ودماء غير المسلمين يجدونها في الشرائع السماوية الاخرى.مستقبل الإسلام @ ما رؤيتكم لمستقبل الاسلام في بلجيكا؟- يتوقف مستقبل الاسلام في اوروبا والغرب عامة على ما يقوم به المسلمون في خدمة دينهم وذلك من خلال امتلاك وسائل الاقناع والتأثير على صناعة القرار والتعبير عن انفسهم عبر وسائل الاعلام واكتساب ثقة المجتمعات التي يعيشون فيها وذلك عن طريق تجسيدهم للاسلام في افعالهم قبل اقوالهم والا تتناقض الاقوال مع الافعال وان يحسنوا عرض الاسلام وابراز مواطن الرحمة والتسامح والسلام فيه وان يردوا على ما يثار ضد الاسلام من اكاذيب وافتراءات وان يحسنوا التعامل مع غير المسلمين ويدعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والا يجبروهم على الدخول في الاسلام لانه (لا اكراه في الدين) كما اكد لنا الله تعالى الطريقة المثلى للدعوة في قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وان يوحد المسلمون صفوفهم تنفيذاً لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) والبعد عن كل مواطن الخلاف والنزاع لقوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".المسلمون في بلجيكا@ هل يتأثر المسلمون في بلجيكا بالمشكلات والاحداث التي تقع في العالم الاسلامي؟- المسلمون في بلجيكا جزء من نسيج المجتمع الاسلامي فاي حدث يقع في العالم الاسلامي يتأثرون به ويتألمون له وموقف المسلمين في اوروبا يتفاوت حسب ما يتاح لهم من وسائل للتعبير عن غضبهم وبالتالي فاننا ندعو إلى توثيق الروابط والعلاقات بين الدول الاسلامية وتجمعات المسلمين في بلاد المهجر بما يمكنها من التزام احكام الاسلام دون التصادم مع قوانين الدول التي يعيشون فيها، ايضاً لان قيادات العالم الاسلامي تفكر في اقامة السوق الاسلامية المشتركة كبداية لتحقيق الوحدة الإسلامية كما ان الدول الاسلامية خاصة الاعضاء في منظمة مؤتمر العالم الاسلامي ليس بأقل دول السوق الاوروبية المشتركة في الامكانيات او عوامل تحقيق الوحدة ولكن الذي ينقص المسلمون هو القضاء على الخلافات بالاضافة إلى العوامل التي جاءت من خارج العالم الاسلامي وعملت على اذكاء عوامل الفرقة وتشجيع التفرقة المذهبية بين المسلمين.لوبي ضغط@ في ظل الاحداث الجارية خاصة ما يحدث في فلسطين وبلجيكا عضو في الاتحاد الاوروبي .. هل يمكن للمسلمين في بلجيكا والدول الاوروبية ان يشكلوا لوبي وجبهة تجعل الاتحاد الاوروبي يقوم بالضغط على الولايات المتحدة الامريكية لاتخاذ مواقف عادلة من القضايا العربية والاسلامية؟- بلجيكا دولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها ولكن كان لها دور مشرف للاسلام والمسلمين في قضية فلسطين فارسلت وزير خارجيتها إلى فلسطين وذهب إلى اماكن لم يصلها احد حتى انه قد واجه تهديداً من قبل جماعات متطرفة في اسرائيل مما ادى إلى تجميد العلاقات بين بلجيكا واسرائيل ونرى ان المستقبل للاسلام في اوروبا وسوف يلعب المسلمون دوراً كبيراً على الساحة الاوروبية لخدمة قضايا العرب والمسلمين وعلى هذا الاساس نرى ان اوروبا تسعى إلى عمل هيكلة او تنظيم للمسلمين الذين بدأوا يشكلون جزءاً كبيراً في المجتمع الاوروبي فالوجود الاسلامي ينمو في اوروبا بطريقة ذكية فيها احترام لمبادئ الاسلام الذي يحثنا على احترام العهد مع البلدان التي تقيم بها فلدينا الحرية التي يجب ان نستغلها في اوروبا بطريقة ذكية لا تتعارض مع قوانين هذه المجتمعات حتى نقدم انفسنا كمواطنين صالحين.