عبدالعزيز العمري - جدة

20 مليار ريـال أموال محتجزة بسبب النزاعات العائلية في المحاكم السعودية

وسط مشاركة قياديي الشركات العائلية بالمملكة انطلقت صباح أمس، بجدة جلسات منتدى الشركات العائلية 2015م، والذي يحظى بشراكة استراتيجية مع وزارة التجارة والصناعة والغرفة التجارية الصناعية بجدة تحت شعار "لبناء شركات عائلية مستدامة" بقاعة القصر بفندق هيلتون جدة.حيث بدأت الجلسة الأولى بعنوان "التميز والخصوصية للشركات العائلية" أدارها الأستاذ عمرو محمد خاشقجي نائب رئيس مجموعة شركات الزاهد، تحدث خلالها الأستاذ فراس حداد شريك بشركة برايس وتر هاوس كوبرز حول استبيان الشركات العائلية.. إضفاء الطابع المهني للشركة العائلية في الشرق الأوسط حيث تناول استطلاع الشركات العائلية في الشرق الأوسط كجزء من استطلاع الشركات العائلية العالمي والذي شمل الاستطلاع العالمي ما يقرب 2400 شركة هذا العام، ومن بين هذه الشركات أجرينا مقابلات مع 44 شركة بالمملكة وعُمان والإمارات العربية المتحدة ولبنان وفلسطين والكويت. وأشار الأستاذ فراس حداد إلى أن الشركات العائلية ما زالت تتمتع بالمرونة والصمود على الرغم من صعوبة الظروف الاقتصادية وتزايد الضغوط المرتبطة بنقص المهارات والحاجة للابتكار والحوكمة، كما أوضح بأن الشركات في الشرق الأوسط حققت نجاحاً أكبر من نظيراتها في مختلف أنحاء العالم، سجلت 79 % منها نموا في المبيعات في السنة الماضية مقارنة بنسبة 65% على مستوى العالم. وبين حداد بأن الشركات العائلية في الشرق الأوسط أكثر طموحاً على المدى المتوسط، حيث تتطلع 40% منها لتحقيق نمو قوي في السنوات الخمس القادمة، وهذا ثاني أعلى معدل في الاستطلاع بكامله، و98% ممن يتوقعون هذا النمو يرون بأنهم على ثقة من تحقيقه.، فيما أشار إلى المجالات التي بحاجة لإضفاء الطابع المهني عليها وهي العمليات وأطر الحوكمة والمهارات مبيناً بأن هناك تقدماً يتم إحرازه فيما يخص الحوكمة المؤسسية وإدارة الموظفين، إلى جانب إضفاء الطابع المهني على الشركات ليس كافياً بحد ذاته، وإنما يجب أن يكون مصحوباً بمنهج مماثل لإضفاء الطابع المهني على العائلة.كما تحدث الأستاذ ياسر باجسير المدير التنفيذي لانفستكورب بنك بعنوان "أبرز التحديات التي تواجه الشركات العائلية" حيث كشف بأن الشركات العائلية تمثل العصب الرئيسي في اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي وتبلغ نسبتها 80% من جميع الشركات في الشرق الأوسط فيما تسيطر على 90% من إجمالي الأنشطة التجارية والناتج المحلي الإجمالي من غير الموارد النفطية في المنطقة ويعمل لديها 70% من إجمالي العمالة في القطاع الخاص.وأبان باجسير بأن عمر معظم الشركات في الخليج هو أقل من 60 عامًا، حيث يدير الشركات العائلية أفراد من الجيل الأول أو الثاني، فيما تشهد شركات قليلة مشاركةً الجيل الثالث في الإدارة. واختتم حديثه بأن العديد من الشركات العائلية في الخليج نجحت بالمرور عبر مرحلة التطور من خلال فصل الشركة عن الثروة الخاصة وتأسيس أو الاستعانة بخدمات مكتب عائلي . كما تحدث الدكتور يحيى الجفري رئيس مجلس إدارة شركة النهضة، بعنوان "سلوك الشركات العائلية في مراحل الصعوبات والأزمات الاقتصادية"، حيث أوضح بأن الأزمة الاقتصادية يمكن إدراجها كفرصة تفرض وجودها على المنظمة في العديد من المجالات العملية للعمل التجاري. وهي تتحول إلى سبب لإعادة تنظيم وهيكلة خطط العمل التجاري وتساعد الشركة على تبني إجراءات إدارية منهجية لعملية اتخاذ القرار، إلى جانب دمج الرابط العاطفي مع المهني يوحد أفراد العائلة حول الأهداف العامة ومن خلال التعاون الوثيق والفعال بين نظامين منفصلين للعائلة والعمل التجاري يمكن من صنع نمو مضطرد وسط الأزمة .واختتمت الجلسة الأولى مع الأستاذ محمد مازن بترجي نائب الرئيس للاستثمار والتنمية بشركة البترجي القابضة بعنوان "ريادة الأعمال في الشركات العائلية مقارنة بالشركات غير العائلية" حيث استعرض أهمية التطرق لهذا الموضوع كون ريادة الأعمال تتميز بالتطوير والنمو والاستمرارية للشركات العائلية وخلق فرص وظيفية لأبناء العائلة، فضلاً عن كونها أداة لتجنب الخالفات.فيما تناولت الجلسة الثانية محور "تبني الأجيال القادمة" أدارها المهندس أسامة زكريا جمجوم، رجل الأعمال والشريك التنفيذي بشركة دار الوصال.حيث بين الأستاذ إبراهيم عبود باعشن الشريك المدير بشركة كي بي إم جي الفوزان والسدحان بجدة خلال ورقة العمل التي قدمها بعنوان "بناء المهارات والخبرات القيادية لدى الجيل الجديد من الأسرة" بأن 20 مليار ريـال أموال محتجزة بسبب النزاعات العائلية في المحاكم السعودية، مشيراً إلى أن 75% من الاقتصاد الخاص يملكه ويتحكم فيه حوالى 5000 عائلة، كما تسيطر مثل هذه الشركات على أكثر من 90% من النشاط التجاري في المنطقة.واختتم باعشن مؤكداً على أهمية وجود مكتب للعائلة ينظم العلاقة بين العائلة وشركتها، وأهمية عملية التوريث والتعاقب لضمان استمرار العمل العائلي إلى جانب وجود قيادة متوازنة توازن بين العواطف والماديات.ثم تحدث المهندس فواز بن معيض العتيبي نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي بشركة أواب القابضة بعنوان "التوريث المبكر.. التخطيط الوظيفي للأجيال القادمة" حيث استعرض التوريث المبكر من خلال توزيع بعض أو كامل ملكية المؤسس لورثته في حياته، مبيناً بأن الهدف الاقتصادي من التوريث المبكر هو الحفاظ على الأملاك وضمان استمرارية الشركة فضلاً عن الحفاظ على لُحمة العائلة واحقاق العدل. واختتم الحديث بأنه لا توجد معادلة واضحة للتوريث المبكر، وقد تختلف من عائلة لأخرى ومن وقت لآخر. ثم تحدث الأستاذ إيهاب سيف الدين السمنودي المدير التنفيذي لشركة حياة عبداللطيف جميل المحدودة بعنوان "أهمية تكوين مجلس العائلة في تبني الأجيال القادمة" مبيناً بأن كثيرا من العائلات قد لا تكون اللقاءات العائلية مناسبة لطرح الملاحظات وتفريغ مافي النفس، إما لأنها لقاءات عائلية الهدف منها التقارب لا التباعد، أو لوجود أفراد آخرين مثل الوالدة أو الزوجات أو الأقارب أو غيرهم مما يُتحرج طرح هذه المواضيع أمامهم . وأخيراً تناول الدكتور حازم درويش زقزوق نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمجموعة أندلسية للخدمات الطبية، حول رحلة حياة الشركات العائلية.. دراسة حالة أندلسية للخدمات الطبية" أبان فيها بأن 30% من الشركات العائلية تستثمر للجيل الثاني و20 % تستثمر للجيل الثالث، فيما لا يتجاوز الاستثمار عن 2% للجيل الرابع في تلك الشركات على مستوى دول الخليج، وكشف بأن أكثر من 90% من الشركات في أميركا شركات عائلية، حيث بين أن تصنيف فورشن لأكبر 500 شركة أظهر أن 35% من تلك الشركات العائلية.