العمل التطوعي .. سلوك ثقافة وحضارة
لا شك في أن العمل التطوعي في هرم الانجاز البشري يحتل القمة لان فيه تفاني في العمل وأحيانا كثيرة نكران للذات والاهم من ذلك انه ضمن أهم القيم لدينا في الدين الإسلامي كما في بقية الأديان لانه يعكس انجازا فرديا لصالح المجتمع، وهذا في قمة سلم ماسلو الشهير الذي هو اثبات لذات التي تكون دوافع العمل تتخطى المألوف ولا ينتظر المرء مردودا، بل إن العمل يكون ساميا فوق مستوى الماديات. ومن هنا يأتي جمال وروعة الدين الإسلامي كفلسفة وأسلوب حياة وجاء الكثير من الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة تحث وترغب في خدمة المجتمع.ولان الإسلام جاء كخاتم للاديان فانه من الطبيعي ان تكون المجتمعات الإسلامية أكثر التصاقاً بالدين من المجتمعات الأخرى. وقد كان ديدن المجتمعات الإسلامية منذ نشأتها اشعال العمل التطوعي وتغليب مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد إلا انه في الفترات الاخيرة أصبحت هذه الجذور تنمو بسبب التطور الحضاري المذهل الذي أصاب جوانب الحياة والماديات التي طغت على الحياة وجانب كبير من الانانية التي انتشرت مع فورة الحضارة الغربية وأصبح الرجوع الى تلك القيم الجميلة في العمل التطوعي مطلبا ينشده جميع المجتمعات بما فيه المجتمعات الإسلامية، لانها شهدت انها ابتعدت عنه وإن كان أصلا فيها.إلا ان الجميل في العودة الى النهج المجتمعي هو تعزيز السلوك عند الفرد، وغرس الثقافة عند المجتمع والرجوع الى منبع الحضارة الأصلية في الإسلام.