النهضة التعليمية الكبرى التي تشهدها المملكة اليوم تعود في أصلها ـ بعد فضل الله ـ الى تلك الجهود التي بدأها خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) حينما تسلم اول حقيبة من حقائب وزارة المعارف عند بداية تشكيلها عام 1373هـ، حيث حدد الأهداف والطموحات التي سعى الى تحقيقها مسترشدا في ذلك بما تمليه احتياجات الوطن التنموية في الحاضر والمستقبل، وازاء ذلك تمكن بمهارة واقتدار من وضع الخطوط العريضة الاولى للتعليم النظامي بالمملكة، فقد ادرك ببعد نظره واستشرافه للمستقبل ان التعليم هو عماد نهضة الأمم وتطورها وازدهارها، فعمد منذ ذلك التاريخ لارساء البنية الأساسية التحتية لمؤسسات التعليم بالمملكة، وتحقق ذلك بعون الله وفضله.. وبدأ قطاع التعليم يشهد منذ ذلك التاريخ نموا متصاعدا في كافة مراحله.
وفي لقطات يشهدها القارىء في عدة مواضع من هذه الصفحة وثائق تاريخية من عمر وزارة المعارف في تاريخ وزيرها الأول خادم الحرمين الشريفين، اي خلال الفترة الواقعة بين عامي 1373هـ ـ 1380هـ، ارتأت هذه المطبوعة نشر بعضها بمناسبة احتفال الدولة بذكرى مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، ويلاحظ القارىء ان تلك الوثائق جاءت مجردة دون تعليق رغبة في اعمال الفكر وتفسير الحدث وادراك الظروف المحيطة به، ولعل من اهم انجازات وزارة المعارف في عهد وزيرها الاول وضع اول هيكل تنظيمي للوزارة، حيث انشئت ادارات واقسام جديدة من ابرزها ادارة مستقلة للتعليم الابتدائي، واخرى للتعليم الثانوي، وقسم للعلاقات الثقافية والتعاون الثقافي، وقسم للاحصاء التعليمي، وادخال مجموعات اساسية من الخدمات الطلابية من اهمها وضع الأسس للخدمات الصحية، وادخال التربية البدنية في المعاهد والمدارس لتكون مادة اساسية، وانشاء ادارة للتربية والنشاط الاجتماعي.