اعتمد مجلس الامن مساء امس الاول قرارا يضمن لمدة عام الحصانة لجميع الاميركيين المشاركين في عمليات حفظ سلام في العالم امام المحكمة الجنائية الدولية.
وتغطي هذه الحصانة التي وردت في القرار رقم 1422 جميع رعايا الدول التي لم توقع معاهدة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية سواء اكانوا من العاملين في قوات حفظ السلام او في غيرها. واعطيت هذه الحصانة لمدة عام الا ان مجلس الامن عبر عن نيته بتجديدها طالما لزم الامر ، في الاول من يوليو من كل سنة لمدة جديدة تبلغ 12 شهرا .
وقد تم التصويت بالاجماع على هذا القرار بعد اتصالات مكثفة ومعقدة استغرقت نحو 15 يوما وامتدت من نيويورك الى العديد من عواصم الدول المعنية بهذا الموضوع.
وقد جاء نص القرار معقدا في تركيبته القانونية بشكل يفسر العقبات التي ذللت لتقريب وجهات النظر بين مواقف كانت في البداية متعارضة تماما. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول هوية الرابح قال السفير الفرنسي جان دافيد لوفيت الرابح هو العقل مضيفا انه كان يسعى الى حماية المحكمة الجنائية الدولية الوليدة وهذا ما حصل . واعلن السفير الاميركي جون نيغروبونتي في ختام الاجتماع وقد بدا التوتر عليه ان هذا القرار يحترم الذين قرروا الاحتكام الى المحكمة الجنائية الدولية ويحمي لمدة عام الذين لا يريدون الاحتكام اليها . واضاف سنستفيد من هذه السنة لايجاد حماية اضافية تكون افضل وهي التي يستحقها المواطنون الاميركيون برأينا. الا ان السفير الاميركي حرص على التحذير بان الولايات المتحدة تعتبر ان قيام المحكمة الجنائية الدولية باعتقال اي مواطن اميركي سيكون عملا غير شرعي له عواقب وخيمة . واعتبر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان هذا التشدد في اللهجة الاميركية يترجم التنازلات التي تعتبر واشنطن انها قدمتها للتوصل الى هذا القرار.
وكان مشروع القرار كما قدم في السابع والعشرين من الشهر الماضي دعا الى ضمان حصانة دائمة لمواطني اي دولة لم توقع على معاهدة روما ويشاركون في قوة لحفظ الامن تابعة للامم المتحدة، ضد اي ملاحقة محتملة من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وامام رفض شديد لهذا المشروع هددت واشنطن باستخدام الفيتو لدى عرض التجديد لبعثة الامم المتحدة في البوسنة والهرسك والتي انتدابها ينتهي في الثلاثين من حزيران الماضي اي في الوقت نفسه مع ولادة المحكمة الجنائية الدولية.
وبدا من خلال النقاش الذي جرى داخل مجلس الامن حول هذا الموضوع ان الولايات المتحدة معزولة ووحده سفير الهند اعرب في كلمته عن مخاوف مشابهة لتلك التي ابدتها واشنطن. واشاد السفير البريطاني لدى الامم المتحدة الذي يترأس حاليا مجلس الامن بالقرار الذي صدر ورحب ب وصول هذه المحادثات التي كانت صعبة الى نتيجة واضحة .
والمشكلة كانت معقدة ونتائجها وخيمة في حال عدم التوصل الى اتفاق. فقد هددت الولايات المتحدة، الامر الذي ذكر فيه السفير الاميركي نيغروبونتي الجمعة، انه في حال لم تحصل الولايات المتحدة على حماية لرعاياها تكون كافية فهي مستعدة لوقف كل عمليات حفظ السلام في العالم الواحدة تلو الاخرى مع انتهاء ولاية كل واحدة عبر رفض التجديد لها.